============================================================
2 مة المؤلف سبيل أحد رجلين: عالم عرف الجدال في الفقه، فاقتنع برئاسته، أو نال القضاء نسعى في حفظ منزلته، أو زخرف المواعظ فضيق أعين شبكته. أو زاهد يتقلب برأيه الفاسد في جهالته، ويتقرب بتقبيل يده واعتاد بركته، ويعمل بهواه دون شرع الله وسنته، فهذان عادلان عن (1) منهج الصواب، مقتنعان بقشور الأعمال عن خالص اللباب، خادعان للمبتدئين بلامع السراب، وطريقهما بمعزل عن سنن(2) السلف الصالح، الذي هو جادة الاستقامة، ولقم(3) السلامة، وسأدرج لك في هذا الكتاب - إن شاء الله - من أخبارهم(4)، ما يذلك على آثارهم.
وكتابنا هذا يحتاج إليه المنتهي، كما يفتقر إليه المبتدي، لأن فيه أسرار العبادات، والتحذير(5) من آفات المعاملات، وقد أتيئك به على ترتيب كتاب الإحياء، لعلمي بإيثارك ذلك الترتيب، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
(اوسميث كتابي هذا: "منهاج القاصدين ومفيد الصادقين"، وأسأل الله سبحانه وتعالى آن ينفعنا به، ومن قرأه، أو سمعه، أو نظر فيه، وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم، وأن يختم لنا بخير، ويوفقنا لما يرضيه من القول والعمل والنية، وأن يسامحنا في تقصيرنا وتفريطنا، ولا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، ولا إلى أحد من خلقه، فإنه حسبتا ونغم الوكيل().
(1) في الأصل: "على"، والمثبت من المختصر.
(2) السنن: المنهج والطريقة . القاموس واللسان: (سنن).
(3) اللقم: معظم الطريق ووسطه ومتنه. القاموس واللسان: (لقم).
(4) في الأصل: "آثارهم "، والمثبت من المختصر.
5) في الأصل: لايحذر"، والمثبت من المختصر.
(6-1) سقط من الأصل، وأثبت من المختصر.
Sayfa 9