============================================================
2) مة الؤلف وكيف أرتضي لك أن تصلي صلوات الأيام ولياليها، التي حكاها عن الرسول وسطرها، وليس فيها كلمة قالها رسول الله} ولا ذكرها؟
وكيف أوثر أن يطرق سمعك من كلام المتصوفة، الذي جمعه، وتدب إلى العمل به ما لا حاصل له، ولا عند الشريعة منه خبر؟ وكأنه شريعة ابتداها القوم، مثل الكلام في الفناء والبقاء، والأمر بشدة الجوع، والتقلل الخارج عن المعهود، والخروج إلى السياحة لا في حاجة، ودخول الفلاة بغير زاد، إلى غير ذلك مما قد كشفت عن غواره (1) في كتابي المسمى ب لاتلبيس إيليس"(2).
فقلت لي : قد أوحشتني من هذا الكتاب(3) بعد أنسي. فقلت: إنما أردث لك ما أردث لنفسي، وسأكثبه لك في كتاب لا يخل بفوائده، ويخلو عن مفاسده، أعتمذ فيه من المنقول الأصخ والأشهر، ومن المعنى الأثبت والأجود، وأحذث ما يصلح حذفه، وأزيد ما يصلح أن يزاد، ولا أطيل بما لا طائل فيه، شحا عليك وعلى أمثالك، أن يتشاغلوا بفاسي، ويحملوا في مفاوز(4) المخاطرة المتاع الكاسد، وقد جاء في الأخبار الصحيحة: "الدين النصيحة"(5).
فصل (في المحذوف من كتاب الإحياء] وريما رأيتني أقصر في بعض الأبواب والفصول، وأحذف كثيرا من الأخبار (1) العواد: بضم العين وفتحها: العيث. القاموس واللسان: (عور).
(2) كتاب (تلبيس إبليس) لابن الجوزي، طبعاته كثيرة، منها نشر المكتب الثقافي، وأخرى نشر المكتب الإسلامي. ينظر "مؤلفات ابن الجوزي": ص112.
(3) يعني: كتاب "إحياء علوم الدين".
4) المفاوز: جمع مفازة، وهي: المنجاة والمهلكة، والفلاة لا ماء بها، وهي من الأضداد، القاموس واللسان: (فوز).
5) أخرجه مسلم (55) (96)، وأبو داود (4944)، والنسائي في المجتبى 7/ 156- 7 واحمد (16940)، وعلقه البخاري في صحيحه كما في الفتح 1/ 137. من حديث تميم الداري رضي الله عنه
Sayfa 7