338

Minhaj Muttaqin

كتاب منهاج المتقين في علم الكلام(للقرشي)

وعنه أيضا أن من المخالفين قوما يقصرن في أمر دينهم ويعملون فيه بزعمهم على القدر، ثم لا يرضون في دنياهم إلا بالجد والاجتهاد في الطلب والأخذ بالحزم فإذا أمرت أحدهم بشيء من أمر الآخرة قال: لا أستطيع قد جفت الأقلام وقضى الأمر، ولو قلت له: لا تتعب نفسك في طلب الدنيا وفيها مشاق الأسفار والحر والبرد والمخاطرة، فإنه سيأتيك ما قدر لك، وكذلك لا تسق زرعك ولا تحرسه ولا تعقل بغيرك ولا تغلق باب دارك ولا تلتمس لغنمك راعيا فإنه لا يأتيك في جميع ذلك إلا ما قدر لك لأنكر ذلك عليك ولما رضي به في أمر دنياه، وقد كان وقد كان أمر الدين بالاحتياط أولى.

وسئل جعفر بن محمد عليه السلام عن القدر فقال: ما استطعت أن تلوم العبد عليه فهو فعله ومالم تستطع أن تلومه عليه فهو فعل الله يقول الله: لم كفرت ولا يقول: لم مرضت.

وسئل محمد بن واسع عن القدر فقال: إذا جمع الله الخلائق يوم القيامة يسألهم عما أمرهم ولم يسألهم عما قضا عليهم.

فصل [في بعض ما جرى من المناظرات]

قال عدلي لمجبر: ما تقول في علي رضي الله عنه هل قاتل معاوية لعنه الله على شيء جعله الله لمعاوية وقضاه له أم على شيء جعله لعلي وقضاه له؟ فقال: بل على شيء جعله لمعاوية وقضاه له، قال: فمعاوية إذن أحسن حالا من علي حيث رضي بما قضى له ولم يرض علي بذلك فانقطع المجبر.

وقال عدلي لمجبر: أكان قتل يحيى بن زكريا وسائر الأنبياء بقضاء الله وقدره؟ قال: نعم، قال: أفترضون به؟ فسكت.

وقال عدلي لمجبر: أنتم إذا ناظرتم المعتزلة قلتم بالقدر وإذا دخل أحدكم منزله ترك ذلك لأجل فلس، قال: وكيف قال: إذا كسرت جاريته كوزا يساوي فلسا /227/ ضربها وشتمها ونسي مذهبه.

وقيل لمجبر: أيقضي الله بالفساد ويخلقه؟ فاستلقى وقال: لي خمس بنات لا أخاف على إفسادهن غير الله.

Sayfa 344