Min Naql Ila Ibdac Nass
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٢) النص: الترجمة – المصطلح – التعليق
Türler
9
وكذلك خواتيمها بالحمد لله رب العالمين.
10
والشرح كنوع أدبي أقرب إلى المقالات القصيرة في صيغة فتوى، سؤال وجواب، وإثارة شكوك، تم الانتصار لأرسطو كما يبدو ذلك من مقالات الإسكندر؛ ففي بداية المقال ونهايته تنبيه على الوضع الحضاري للمقال، إجابة على سؤال في البداية مثل الفتوى، ثم بيان القصد والانتفاع في النهاية، والاجتهاد قدر العلم، والخطأ فيه لا يعني عدم صوابه، كما هو الحال في تواضع الفقهاء. ومع ذلك ينتهي إلى رأي ويدعو إلى الانتصار إليه؛ فالثقافة التزام، بل يتلمس الإسكندر أسباب وجود الآراء غير الصحيحة، ويجدها ثلاثة: الأول طلب الرياسة والغلب مما يصدر في الحق، والثاني صعوبة الموضوع الذي يحتاج إلى الدقيق من الكلام، والثالث عجز الطبيعة عن إدراك الحقائق. وعلى الرغم من هذه الآراء المظنونة، فإنه لا يجب نفي الرأي الصائب؛ نظرا لإمكانية البرهان عليه والذهاب إلى الشرح نفسه؛ فالبرهان العقلي والتجربة الشخصية طريقان إلى يقين، والشكوك فيه لا تنفي صحته، بل يمكن الوصول إلى اليقين فيه بطرق اليقين، بالرغم عن الشكوك والآراء المعارضة. ومقياس الاختيار أيضا بين الآراء عندما يكون الرأي أصلحها للتعبير عن الله عز وجل؛ فالله نموذج اليقين، ويمكن إصلاح الآراء الأخرى بحيث تتفق مع العلم الإلهي. يبدو الإسكندر هنا وكأنه حكيم أو صوفي إسلامي قبل الإسلام، استطاع الوصول إلى ما وصله إليه الحكماء المسلمون عن طريق العقل الخالص، وارتقاء الوعي الإنساني.
11 (2) المراجعة والتأليف
والنص منذ البداية ليس كذلك؛ أي ليس هو نص المؤلف، بل هو نص الشراح اليونان؛ لذلك قام المترجمون بنقل النصوص ونقل الشروح. يعتمد الشرح على المجهود الفردي أولا للمترجم، ثم على أقوال الشراح اليونان ثانيا مثل أقوال الإسكندر.
12
فهناك تفسيرات عديدة للإسكندر لكتاب الطبيعة لأرسطو دخلت ضمن التعليقات والشروح؛
13
فالتفسير عمل جماعي، لا فرق بين الترجمة والتفسير والشرح والتعليق، لا فرق بين النص اليوناني شرحه، ولا فرق بين الشراح اليونان، الإسكندر أو ثامسطيوس. ولا فرق بين النص اليوناني في جملته أو في بعض أجزائه؛ فالمهم الأفكار والمعاني التي تضبط النصوص، الكيف الذي يسيطر على الكم. ولا يهم ترجمة الكتاب كله أو بعض أجزائه؛ فالمهم أيضا هي الأفكار. هي كلها شروح جيدة الفهم، تدل على عمق الدراسات في القرنين الرابع والخامس. لا فرق بين الشارح اليوناني؛ الإسكندر، فرفريوس، ثامسطيوس، أو الشارح العربي، يحيى بن عدي. أحيانا يتم الاعتماد على الشارح اليوناني بمفرده، وأحيانا أخرى مع الشارح العربي منفصلا عنه أو مدمجا فيه، ما دام القصد هو المعنى المستقل. قد يكثر أو يقل الشارح اليوناني في العربي طبقا للمعنى.
Bilinmeyen sayfa