وللدجاجة ريش
لكنها لا تطير
4 / 11 / 51
حكاية بيضة
أربعة نساك شعث غبر ضافوا أرملة، فحسبتهم أشباحا من غير هذا العالم، وما صدقت أنهم بشر حتى حيوها قائلين: السلام عليك يا أختنا بالرب.
فقالت في قلبها: أختنا بالرب! هذي لغة جديدة، ثم علمت أنها أبطأت في رد السلام، فوهلت وصاحت: أهلا وسهلا، وانحنت واضعة يدها على صدرها. - أعند أختنا مكان نسند إليه رأسنا؟ - حلت البركة.
وتلبدت الغيوم على قلة رأسها فقال كبير النساك: لا تقلقي، ولا تهتمي، ثم أشار إلى الصينية قائلا: هاتيك الكسرات من الخبز مع قبضة ملح في صحن ماء تكفينا عشاء.
فأجابت الأرملة بقلب منسحق وعين مكسورة: وفي البيت يا محترمين زيت وبصل وتوم، وفجل وتين ودبس، تفضلوا استريحوا.
ولما قعدوا على العشاء تذكرت المرأة أنها سلقت بيضة مع بضعة رءوس بطاطا لابنها الذي لم يعد بعد، فوضعتها أمامهم على الصينية، وقالت: أبد عذرك ولا ترم بخلك.
فصاحوا جميعا: هذا كثير كثير! وطفقوا يأكلون ويتهامسون، وراحت هي تحملق في أفواههم آملة أن تدرك بعينها ما فات أذنها، وأخيرا: صرحوا من بعد تهدار، فقال أحدهم: هي بيضة، ونحن أربعة، فلنقترع عليها.
Bilinmeyen sayfa