İtikattan Devrime (4): Peygamberlik - Ahiret
من العقيدة إلى الثورة (٤): النبوة – المعاد
Türler
1
الموافاة في الدنيا ولاية أو عداوة، سواء قبل الفعل أو مع الفعل أو بعد الفعل، ليست فقط تدخلا في حرية الأفعال، بل هي أيضا قضاء على التوبة، وسلب الإنسان قدرته على الفعل المتجدد. وسواء كان هذا التدخل بالعلم أو بالقدرة، فإنه في كلتا الحالتين قضاء على شمول الاستحقاق بتخصيص وقتي؛ الإيمان والكفر، وهما لحظتان متجددتان طبقا لاستمرار التكليف. وإن التبرئة المسبقة أو الإدانة المسبقة لقضاء على الاستحقاق كنتيجة لم تتحقق بعد، وكمسار للفعل لم تتحدد وجهته بعد؛ نظرا لحرية الأفعال. وإن الولاية من الله للبعض والعداوة للبعض الآخر لقضاء على شمول الله؛ وبالتالي على شمول الاستحقاق، كما أن الرضا من الله على البعض بصرف النظر عن كفرهم مثل سحرة فرعون، وسخطه على البعض الآخر بصرف النظر عن إيمانهم مثل المنافقين، لهو اهتزاز لكل شيء للاستحقاق على الفعل، ولكن الفعل وحده مناط الاستحقاق. إن رضا الله عن المؤمنين مهما عصوا، وسخطه على الكافرين مهما أطاعوا، لهو نقض أساسا لقانون الاستحقاق، وتصور الثبات في الله مهما تغيرت الأفعال، بل إن هذا الثبات يدل على محاباة وتحيز؛ محاباة المؤمنين لإيمانهم به بصرف النظر عن العصيان، والتحيز ضد الكافرين لعدم إيمانهم به مهما كانت طاعاتهم، وكأن الله لا يراعي إلا ذاته؛ الإيمان به من دونه بصرف النظر عن أفعال الخير أو الشر للعباد.
2
وقد يقال بالموافاة نظرا لعلم الله الشامل الذي يعلم المآل، فيرى الحال من خلال المآل، ويرى الحاضر والماضي من خلال المستقبل. وفي هذه الحال يرد أصل العدل إلى أصل التوحيد، ويضحى بالفعل الإنساني من أجل العلم الإلهي، ولا فرق في ذلك بين الإرادة عند الأشاعرة والعلم عند المعتزلة.
3
وقد ينشأ القول بالموافاة، ليس من تغليب الإرادة والعلم الإلهيين على الفعل الإنساني في فرقة السلطة، ولكن من الظروف النفسية لفرق المعارضة؛ فالموافاة تعطي المعارضة العلنية الجهرية تأييدا لها من الله ضد السلطة، تقوية للمقاومة، وتبريرا نظريا لها من العقيدة. وسرعان ما يوجد المبرر في العلم المطلق والإرادة الشاملة، وكأن أفعال المقاومة وقراراتها مصير محتوم مقدر من قبل، بل إن أفعال الشعور نفسها من اعتقاد وإيمان قدر مسبق يأخذ الله فيه بيد الإنسان، يدبر أمره، وينسج له مصيره، ويقوده إلى غايته مهما كانت أفعال الإنسان. فالموافاة إذن هي هذا الجبر الفعال الذي يوجه أفعال الإنسان إلى غايتها، ينصر بها المظلومين وهم أولياء الله على الظالمين وهم أعداء الله.
4
وقد تتحول الولاية والعداوة من مجرد فعلين لله تعبيرا عن الإرادة والعلم إلى صفتين له في ذاته؛ فالحق الإنساني مؤيد بالولاية الإلهية، والباطل الإنساني مهدد بالعداوة الإلهية. الولاية أخذ الإنسان لله في صفه، والعداوة أخذ الإنسان لله ضد أعدائه. وماذا لو فعل العدو ذلك أيضا، وجعل الولاية من جانبه، والعداوة ضد عدوه؟ يكون الإنسان في كلتا الحالتين قد أخذ المؤله من جانبه ضد أعدائه، سواء كان هو نفسه أم خصمه؛ وبالتالي يتحول الله كسلاح في معارك الخصوم. وأن إثبات الولاية والعداوة كصفات ذات أو حتى كصفات فعل يؤدي إلى القضاء على الحرية الإنسانية؛ إذ تحدد الصفات مصائر الناس فيما يتعلق بأفعال الشعور.
5
وفي جماعة مضطهدة أخرى ولكن سرية تتحول الولاية والعداوة أيضا إلى سلاح لتقوية الجماعة؛ فالولاية للإمام والعداوة لأعدائه؛ فالولاية للذات والعداوة للغير؛ وبالتالي يتحول الله إلى سلاح لتقوية الفرد ضد الخصوم. ولما كثر المتخاصمون أصبح الله سلاحا ضد الكل يضرب في كل اتجاه.
Bilinmeyen sayfa