![image filename](./0505Ghazali.MihakkNazar.pdf_page_168.png)
فلا ذاك الأول حق، ولا هذا الثانى صذق ، وإنما الحق : أن الأشياء لها حقيقة ، وإلى دركها طريق ، وفي قوة البشر سلوك ذلك الطريق لؤ صادف مرشدا بصيرا ، وللكن الطريق طويل ، والمهالك فيها كثيرة ، والمرشد عزير ، فلأجلها صار الطريق عند الأكثر مهجورا ؛ إذ صار مجهولا .
وهلكذا يكون مثل هذا الأمر ؛ فإنه مهما عظم المطلوب . . قل المساعد ، ومهما كثرت المخاوف . . كاع الجبان الخائفك .
وكيف لا وأكثر العلوم المطلوبة فى أسرار صفات الله تعالى وأفعاله .. تنبني على أدلة تحقيقها يستدعي تأليف مقدماتي العلها تزيد على ألفي وألفين ؟! فأين من يقوى ذهنه للاحتواء على جميعها ، وحفظ الترتيب فيها 7!
فعليك - أيها الأخ - بالجد والتشمير ؛ فإن ما أوردته يهديك إلى أوائل الطريق إن شاء الله تعالى .
Sayfa 166