فما من قلب من قلوب المؤمنين باليمن والعالم الإسلامي إلا وتأثر لموته، ولكن لسان حال الجميع يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، ولنتذكر مصيبتنا بالرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وبأهل بيته المطهرين"، وقد دفن رحمة الله تعالى عليه بمقره ضحيان المعروفة، وقبره بها مشهور مزور، وقد رثاه مجموعة من العلماء والأدباء، نقتطف بعضا من ذلك، قال السيد العلامة الحسن بن محمد الفيشي حفظه الله:
أتبكي معي فيما دها الدين والدنا .... وهد قوى القاصين منا ومن دنا
وألبس ثوب الوجد شرعة أحمد .... وهدى ذويه الغر أقطاب ديننا
وزلزل عرش العلم بل هد صرحه .... وقد كان في مجرى السماك تمكنا
وغير وجه الحق بعد انبلاجه .... وضيا على رغم الطواغيت بينا
وقوض من نادى الفتاوى معرسا .... تبناه من ننعى علاه ودونا
وغيب عنا شمس حجة دهرنا .... علينا فيا بؤسى لشقوة حظنا
ومن كان سيفا قاطعا لعلائق .... سوالب للأرواح تنثال بيننا
ومن كان للإسلام شيخا ورائدا .... يواكبه عدوا ومشيا ومنثنا
ومن هو روح الروح منا وصفونا .... وترياقنا من نفث سحار عصرنا
يجلي غياهيب الظلام ويمتطى .... ذرى العاصفات الهوج عبر انشغابنا
يشنف بالمعروف سمعا بمنطق .... يحف به لطف الفكاهة والجنا
ويصرخ بالإنكار إن ولعت به .... نفوس تخذن الشر خلقا وديدنا
فيخضع عاتي الغلب في جبروته .... ويقنع رأسا صاغرا متمسكنا
وكم ولكم شالت قضاة أشاوس .... على هامها طيبا به وتيمنا
أعود فنيل الحصر في شأو قدسه .... عسير وقد تلقى حديثي مبرهنا
سأبيكه ما دامت دراريه غضة .... بقلبي تدر الدمع حينا ملونا
ألا فابك واستبك الدفاتر ما حوت .... ليحيى الإمام الحق مصدر يمننا على مثله لا قبح عندي في البكا .... دواما بتذكار المحامد والثنا
Sayfa 30