285

Müyerr

المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوي أهل إفريقية والأندلس والمغرب

Türler

[التلثم عند المرابطين عادة حميدة] وسئل رحمه الله عما نشأ عليه المرابطون من التلثيم الذي هو زيهم, هل يجب عليهم التزامه أو يستحب ذلك لهم؟ أو مكروه لهم يستحب لمن قام إلى العبادة منهم أن يطرحه؟ أم لا يستحب ذلك؟

فأجاب تصفحت سؤالك ووقفت عليه. وقد خلق الله الخلق أجمعين وجعلهم شعوبا وقبائل, وباعد بينهم في البلاد وخالف بينهم في الأزياء والهيئات, فلا يجب على واحد منهم الرجوع عما اختاره من زيه وهيئته إلى زي سواه وهيئته, لأن ذلك كله من قبيل الجائز المباح للعباد. قال الله عز وجل: { قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة } . والتلثيم للمرابطين هو زيهم الذي اختاروه لأنفسهم ونشأوا عليه وتوارثوه ودرجوا عليه سلفا عن خلف, فلا كراهة فيه عليهم, بل يستحب لهم التزامه والمحافظة عليه ويكره لهم مفارقته, لأنه شعارهم الذي تميزوا به من سائر الناس في أول أمرهم, إذ قاموا بدعوة الحق ونصرة الدين. ففي التزامهم إياه لتظهر كثرتهم ويتوفر في أعين الناس عددهم غيظ المشركين وعز المسلمين, لأنهم وجماعتهم الذابون عنهم والمجاهدون دونهم. ويكره لمن كان معروفا به منهم فنبذ الدنيا وأقبل على العبادة أن يطرحه تواضعا وزهادة من باب الشهرة, وكيلا ينسب إليه الرياء والسمعة, ومخافة أن يذكر بذلك حتى يشار إليه فيه بالأصابع, فربما دخلت عليه بذلك داخلة من قبل الشيطان, لأنه يأتي للإنسان من كل وجه. فقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما استوى رجثلان صالحان أحدهما يشار إليه والثاني لا يشار إليه.

Sayfa 285