Eski Mısır Ansiklopedisi (Birinci Cilt): Tarih Öncesi Dönemden İhnaç Devrine Kadar
موسوعة مصر القديمة (الجزء الأول): في عصرما قبل التاريخ إلى نهاية العصرالإهناسي
Türler
أما عن صناعة هذا العصر فإن معلوماتنا قد زادت؛ لأن بعض المواد التي استعملها إنسان ذلك العصر تكاد تكون غير قابلة للتلف رغم مر العصور. حقا إن الدبابيس ذات القبضة المصنوعة من الخشب، لم تحفظ لنا كغيرها من الأشياء المصنوعة من المواد القابلة للعطب مثل جلد الحيوان ولحاء الأشجار، التي كان يستعملها ذلك الإنسان غطاء له، ولكن أسلحة الصيد والحرب وكذلك الآلات التي كان يستعملها في سلخ فريسته كانت مصنوعة من حجر صلب وأرهف حدها، وقد قاومت هذه الآلات تأثير الزمن وبقيت إلى عصرنا هذا، وقد عثر عليها مهملة على شواطئ الأنهار مدفونة تحت طبقات سميكة من الحصا الذي دحرجته تيارات الماء السريعة معها، وكان إنسان ذلك العصر عندما يعوزه الظران وهو أهم مادة لصنع آلاته، يستعمل بدلا منه الكورتسيت أو الأحجار البركانية أو الحجر الجيري الأبيض الصلب، وأهم آلة كانت مستعملة في هذا العصر هي «البلطة» الغليظة البيضية الشكل، وقد تكون مثلثة ذات شفرات حادة تتصل بحد مرهف قاطع، وتصنع هذه الآلة من قطعة من الظران طبيعية على شكل الكلى، وذلك بإزالة شظايا متعادلة من حروف قطعة الظران هذه بوساطة أزميل، وهذه الآلة كانت عظيمة الخطر في يد المحارب، على أنها كانت كذلك تستعمل لأغراض أخرى، ويوجد نوع منها لم يهذب إلا من أحد وجهيه ويستعمل كمقطع لتخليص العظام من اللحم ولسلخ الجلود.
وخلافا لهذه الآلات التي يطلق عليها ذات الوجهين
Bifaces ، والتي قد تصل أحيانا إلى حجم عظيم، فإن إنسان هذا العصر استعمل شظايا بسيطة كان يحصل عليها بقطع كلية من الظران تهمل نواتها في النهاية، ويلاحظ دائما أن كل شظية تقطع بهذه الكيفية فيها بروز مستدير عند النقطة التي وقع عليها الكسر، الذي يترك أثرا على هيئة تجويف في النواة نفسها، وهذه العلامة تعد بمثابة خاصية مميزة للمصنع الذي صنعت فيه، مما يثبت لنا أن هذه الشظية قد قطعت وهذبت قصدا وذلك مما لا يوجد في الشظايا الطبيعية.
وهذه الشظايا مرهفة الحد كالموسى القاطع، ولذلك كانت تستعمل بدلا من السكاكين ، وأحيانا تستعمل كمشط، وذلك بعد إجراء بعض إصلاح في أحد وجهيها أو في نهاية الشظية، وهذه الإصلاحات أو «الرتوش» لا تتناول الوجه العلوي من الشظية، ولذلك يطلق عليها اسم الآلات ذات الوجه الواحد، وكذلك يدخل تحت هذا النوع من الآلات ذات الوجه الواحد الشظايا التي كانت تصنع بهذه الكيفية، لتحضير الجلود والعظام التي كان يستعملها إنسان هذا العصر.
أما عن أخلاق هذا الإنسان وعاداته، فإنا لا نكاد نعرف عنها شيئا قط، اللهم إلا أنه كان لا يختلف كثيرا عن قبائل الأقزام الذين يتجولون في الغابات الاستوائية، ويعيشون على صيد البر والبحر.
وإذا كنا لا نعرف شيئا عن هذا الإنسان من الوجهة الاجتماعية أو الخلقية والدينية، لأنها لا تزال موضع تخمين، إلا أننا من جهة أخرى يمكننا أن نحكم عليه من الآلات التي صنعها، والتي هي الآن في متناولنا؛ إذ تبرزه لنا كإنسان راق يسيطر بذكائه على الحيوان الذي يشن عليه الحرب يوميا، يضاف إلى ذلك أنه كان في قدرته أن يخترع ويحسن كل ما هو في متناوله، فقد عرف كيف يوقد النار ويطهو طعامه، هذا رغم أنه كان لا يعرف إلى هذا الوقت صناعة الفخار، واستعداد هذا الإنسان وقدرته على أسباب الرقي يظهر جليا عندما ننتقل من طبقة إلى أخرى في القطاعات التي بحثت في الأماكن التي يرجع عهدها إلى العصر الحجري القديم، فمثلا نلاحظ أن البلطة الثقيلة الخشنة الصنع التي توجد في أسفل طبقة من العصر الحجري تخف تدريجيا في الطبقات العلوية، ويحل محلها آلات أحسن صنعا، وبذلك تختفي الصناعة الشيلية الخشنة أمام الصناعة الآشلية التي أنتجت آلات تعد من فرائد الفن.
ظران من العصر الحجري القديم السفلي (صناعة شيلية عثر عليها في «إسنا»).
على أن كل ما كشف إلى الآن في أوروبا من العصر الحجري القديم السفلي ينطبق في مجموعه على كل ما عثر عليه في مصر.
ظران من العهد الشيلي عثر عليه على طريق القوافل بين الواحة الخارجة و«العرابة».
قبضة يد من الظران من العصر الشيلي الأوربي.
Bilinmeyen sayfa