إذا تضمخ محزون بتربته ... زالت عن القلب منه لوعة الحزن قال السيد الهادي - رحمه الله - للسيد يحيى: وأما ذكرك من ألحده فهو الفقيه الفاضل يعقوب بن هبة الفاقي(1) وهو رجل من حملة كتاب(2) الله العزيز، له تقوى ودين ويقين متين، أخبرني أنه لما كشف وجهه في لحده وجد وجهه كأنه قطعة النور أو السراج المستنير شيئا لم ير في ميت قبله - رحمه الله تعالى - ورثاه السيد الهادي بهذه القصيدة - رحمهم الله أجمعين -:
شجر الكرامة والسعادة أينعي ... للقاء سيدنا الإمام الكينعي
وتزيني دار النعيم لوافد ... وافاك بالعمل الزكي المقنع
خطب المليحة فاستجاد صداقها ... بتزهد وتعبد وتورع
لاحت له الدنيا تريد خداعه ... لكنه بغرورها لم يخدع
وتحسنت بزخارف لوصاله ... فأبى وطلقها طلاق مودع
قالت له: مالي أراك موليا ... عني وقد طابت مراعي مرتعي
وأنا المعجلة(3) المزينة التي ... تهوى العقول لمنظري ولمسمعي
فأجابها أنت المليحة برقعا ... والشين كل الشين تحت البرقع
أنت التي(4) فتنت عقول عبيدها ... جهلا ويعرفها الذكي الألمعي
دار متى ما أضحكت في يومها ... أبكت غدا أف لها من مربع(5)
وقراره الأحزان والأوجال والأو ... جاع والأشجان والمتوجع(6)
أين الذين خدعتهم بحلاوة ... وطلاوة ومصانع وتصنع
ومحافل محشودة ومنازل(7) ... معمورة ومعاقل وتمنع
كانوا ملوكا فيك ثمت أصبحوا ... تحت الثرى في كل قبر(8) بلقع
شربوا بكأس مرة ما دونها ... من ملجإ أبدا ولا من مدفع أتغرني دار الفناء بزينة ... مقطوعة في ظلها المتقطع
Sayfa 47