وترجم له السيد العلامة المتقن يحيى بن المهدي بن قاسم بن المطهر بن أحمد بن أبي طالب بن الحسن بن يحيى بن القاسم بن محمد بن القاسم بن يحيى بن الحسين بن الحسين ذي الدمعة بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه في الجنة وعليه وعلى عقبه السلام - الآتي ذكره - إن شاء الله تعالى - وبسط في الترجمة حتى كانت مجلدا حافلا اشتملت على عجائب وغرائب، وعلى شيوخ إبراهيم وتلامذته وكثير من أحواله، قال فيها: أما صفة ذاته الكريمة(1) المقدسة بالرحمة والتحية، فهو من أحسن الناس وجها وأتمهم خلقة وأقرب إلى الاصفرار والرقة، ربعة [من القوم] (2) ليس بالطويل ولا القصير، كأن بنانه الأقلام، ترعف بالبركة لمن قصده من الأنام، بوجه أبيض قد غشيه(3) نور الإيمان وسيما الصالحين، قد أحاط بذاته من كل مكان، صفاء قلبه على وجهه يلوح، ونوافح مسك الحكمة من فيه تفوح، رقيق القلب، دائب الأطراق(4)، ذو سكينة ووقار، وحياء ما عليه غبار، سريع المشية، غير ملتفت إلا إلى قصده، إذا مشى كأنه راكع من الإطراق، أو خائف من ضارب الأعناق، إذا خرج نهارا /19/ ازدحم الناس على تقبيل يده والتشبث بأهدابه والتبرك برؤية وجهه، وهو يكره ذلك، وينفر عنه، يغضب إذا مدح، ويقول: يا فلان، دع هذا، وكان يفرح، ويستبشر إذا نصح غير مرة، يقول: يا ليت لي مؤدبا(5)، ما وضع يده على قلب قاس إلا رق، ولا على أليم إلا برئ(6)، إذا تلا القرآن سمعت في جوفه الأزيز، إذا رآه العلماء تواضعوا لرؤيته [وعكفوا على اقتطاف حكمته] (1)، وإذا رآه أهل الدنيا حقروها، وعافوها، وإذا رآه أهل المعاصي أعجمهم(2) القلق.
Sayfa 40