كنت اتخذت مع الرسول سبيلا وعرف القبس بلام الحقيقة وأراد به الواحد باعتبار عهديته في الذهن، لقيام القرينة على أن ليس القصد إلى نفس الحقيقة من حيث هي، بل من حيث وجودها في ضمن بعض الأفراد لا كلها، والقرينة هنا (لعبت).
فإن قلت: ما وجه العدول للإتيان بالظرف في قوله: فهو في حر وخفق. وهلا قال: حار وخافق؟ [ص 174]
قلت: وجهه مراعاة الأبلغية، ولا خفاء أن قولك فلان في حزن، أبلغ من حازن، وفي سرور، أبلغ من مسرور، وسببها واضح، فتأمل. وهذه لطيفة استفدتها من المشاف في غير[ما] موضع.
البيان
فيه التشبيه لحرارة القلب بشعلة النار، ولخفوق الجوانح بالريح. وتشبيه لعبهما(¬1)[86] بلعبهما
فالأول بحسب العرض، والثاني بحسب العرض(¬2)[87]. ويضاهي هذا التشبيه قول بعضهم في الثريا(¬3)[88]:
تحكي الثريا الثريا في تأنقها
وقد لواها نسيم وهي تتقد
كأنها لذوي الإيمان أفئدة،
من التخشع خوف الله ترتعد
وقوله في السراج(¬4)[89]:
انظر إلى سرج في الليل مشرقة
من الزجاج حواها وهي تلتهب
كأنها ألسن الحيات بارزة
Sayfa 75