أصبحت وهي تملك الخافقين وتلطف الوراق(¬1)[78]:
يقول لي، حين وافى:
قد نلت ما تشتهيه؟
فما لقلبك قدما
خفق به يعتريه
[ص 172]
فقلت: وصلك عرس،
والقلب يرقص فيه
وقال البهاء زهير في مجزوء الكامل المرفل(¬2)[79]:
لاتنكروا خفقان قلبي،
جاء الحبيب إليه زائر
ما القلب إلا داره
ضربت له فيها البشائر
المعاني
نكتة العطف بالفاء الإشارة إلى أن ما بعدها تسبب عما قبلها. وأتى بالجملة اسمية لاستفادة الدوام، أي ما هو عليه دائم لديه. ونكر المجرور بفي وما عطف عليه لغرض التفخيم. ونونها للتعظيم على وزان "وعلى أبصارهم غشاوة"(¬3)[80] كما في المفتاح. وعطف الخفق بالواو لتفصيل المسند مع اختصار. وأضاف الريح للصبا لإفادة التخصيص. وخص الصبا لأنها أيمن الأرواح وأبركها، ولذلك قال النبي، صلى الله عليه وسلم: "نصرت بالصبا وهلكت عاد بالدبور"(¬4)[81]. والشعراء مكبون على إرسالها وانتشاق أريج هبوبها، لأنها أغلب ما تكون في الأسحار. قال الشاعر(¬5)[82]:
لا تبعثوا غير الصبا بتحية
ما لذ في سمعي حديث سواها
حفظت أحاديث الصبا وتضوعت
نشرا، فيالله ما أذكاها!
ولمجير الدين بن تميم:
Sayfa 73