وقد أفصح بهذا المعنى المظفر بن عمر الآمدي في قوله(¬1)[14]:
قل للذين جفوني إذ كلفت بهم
دون الأنام، وخير القول أصدقه:
أحبكم، وتلافي في محبتكم،
كعابد النار يهواها وهي تحرقه
وقال آخر(¬2)[15]:
أأحبابنا، لم(¬3)[16] تجرحون بهجركم
فؤادا يبيت الدهر بالهم مكمدا؟
إذا رمتم قتلي، وأنتم أحبتي،
فماذا الذي اخشى إذا كنتم عدا؟
وفائدة الاستفهام أنه إن حصل عنده علم بما فعل بالعاشق المستهام، ورضي به، فإن العاشق يتروح برضاه، ويصبر على ما انطوى عليه كبده، لأنه قضاه، ويقول:
فما لجرح إذا أرضاكم ألم(¬4)[17].
وإن لم يرض بما يتجرع حصل المقصود، وعجل بالوصال وأسرع، وإن لم يكن له علم بذلك ازداد العاشق عذابا، وفتح للأسقام والأوجاع بابا. وهذا أصعب شيء، فإن الحبيب لو كان لديه علم ببعض الحال، ربما رجا عوده، وحيث كان خالي الذهن مما اعتراه، كان دمه هدرا.
[ص 157]
Sayfa 56