[ص45] أما مطبوعة الكتاب، فقد طبعت بمطبعة البادسي بفاس سنة 1324 ه طبعة حجرية على نفقة محمد بن القاسم البادسي، وتصحيح الفقيه أحمد بن العباس كما هو مبين في آخر هذه الطبعة. وعدد صفحات المطبوع مئتان. وليس فيه ما يمتاز به عن سائر المخطوطات، ولا يسمو بحال إلى كمال (الأصل) المخطوط المعتمد عندنا. وقد نظرنا في النسخة المطبوعة مرارا فلم نجد فيها ما يشفي الغليل في بعض الإشكالات التي استعصت على نسخ المخطوطة المعتمدة عندنا. وهي إلى ذلك مليئة بأغلاط الطبع.
والواقع أن المصادر التي نقل عنها الإفراني شواهد الشعر ونصوص الأخبار كانت الأصل الثالث الذي اعتمدنا عليه في التحقيق بعد نسخة (الأصل) والنسخة (ب)، فهي وحدها التي أسعفتنا في الوصول إلى حلول لكثير من الإشكالات الناتجة عن أخطاء النسخ في نسخة (الأصل) ونسخة (ب) حينا، وعن تصرف الإفراني في بعض النصوص حينا آخر.
وإلى جانب ما تقدم كانت قراءتي المستمرة والدائمة لمؤلفات الإفراني الأخرى، والتمرس بأسلوبه، وكذا التعمق في ثقافة العصر من جملة ما ساعدني على فهم الكتاب وحل إشكالات النسخ فيه.
طريقتنا في تحقيق الكتاب
انصب عملنا في المرحلة الأولى على استخراج نسخة قريبة من نص الكتاب كما وضعه مؤلفه اعتمادا على المقارنة بين المخطوطات. ثم اتجهنا بعد ذلك إلى تخريج نصوص الشعر والنثر التي نقلها المؤلف من مصادر مختلفة ومتنوعة جدا اعتمادا على فهارس أولية لمادة الكتاب.
ثم سارت عملية التحقيق في خطوات وئيدة (أكثر من خمس سنوات موصولة) لتحقيق المطالب التالية:
Sayfa 50