============================================================
المساتا المشكلة أحدهما مكسور الجنب جاز على قبح، لأن التأويل: مررت برجحلين مكسور أحد حنوهما. فأما الغرض في هذا الباب الذي ذكر فيه (الواحد)، فهو أنه عقد فيه ذكر الجمل بعد أن قدم ذكر المفردات وأمثلتها وإعراها.
والحمل على ضربين: خبر، وغير خبر. والخبر منهما على ضريين: جملة من فعل وفاعل، والفعل والفاعل أشد اتصالا من المبتدأ بخبره. ألا ترى: أن كل واحد من المبتدأ وخبره قد يحذف، ويدل عليه الآخر، ولا يفعل هذا بالفعل مع الفاعل، لا يخلى الفعل من الفاعل يوجه، فهذه الجملة من أجل هذا أشبه بالآحاد من التي من المبتدأ والخير، والمبتدأ عكس الفاعل، ولا يعلم في الجمل جملة غير مستغنية بنفسها عن غيرها، ولا مستقلة بجزأيها عن سواها، إلا القسم، فإنه لا يستغني عن المقسم عليه، وإلا الشرط، فإنه لا يذكر إلا مع حزأيه مظهرا أو مضمرا، ولا يستغني واحد منهما عن الآخر، فهاتان الجملتان في هذين الموضعين غير مستغنيين بأنفسهما، ولا مستقلين بأجزائهما عما يتعلق ما من المقسم عليه والمجازى به.
والجحمل الأخر التي ليست خبرا، لا تخلو أيضا من أن تكون من مبتدأ وخبر، وفعل وفاعل ، وذلك نحو: الأمر، والنهي، والاستخبار، والتميي، والنداء.
فإن قلت: إن النداء لا فعل معه ولا فاعل، إنما هو حرف واسم.
فالقول فيه إن (يا) قد دلت على الفعل والغاعل، ولذلك انتصب المنادي المنكور والمضاف، وكان موضع المفرد المضموم نصبا لذلك.
وقد خرج شيء في غير الخبر عن هذه السنن الي ذكرنا أن الجمل تحيء عليها، وغير هذين القسمين الذين هما: الابتداء والخبر، والفعل والفاعل، وذلك في الأمر كقولهم: صه، ومه وإيه، ونحو ذلك ألا ترى: أن هذه الكلم كل شيء منها جملة، وكلام تام، وليس بفعل ولا فاعل، إلا أنه قد أقيم مقام الفعل، يدلك على ذلك أنه يؤكد ما فيه من الضمير، ويعطف عليه، كما يفعل ذلك بالفعل، فهذه الأشياء قائمة مقام الفعل، فالأصل الفعل، وليست هذه الكلم كحرف النداء نحو (يا) وأخواها؛، ألا ترى: أن حروف النداء لا تحمل الضمير، ولا يعطف عليه، ولا يؤكد ما فيه، فالنداء مخلف لهذه الأشياء الموضوعة للأمر من حيث ذكرنا، وإن احتمع القبيلان في أن كل واحد منهما موضوع موضع الفعل.
Sayfa 211