210

============================================================

المسائا المشكلة القليل، كما أن ما يطرح فيه بناء القليل البتة نحو: شسوع(1) يضاف العدد القليل فيه إلى بناء الكثير، والتقدير في ذلك أيضا التقدير فيما ذكرت لك في قوله: لاثلاثة قروع [البقرة 228]، فكذلك (أحدان) لما كسر على بناء الكثير، أضيف إلى بناء الجمع الكثير، كما أن القليل يضاف إلى القليل، فهذا كلام حسن مطرد في القياس والاستعمال.

ولرأحد) إذا كان معنى (واحد) نحو من الاستعمال من الإهام وخلاف اليقين ليس ل(واحد)، وذلك كقوهم: أحدهما أو أحدهم، تقول ذلك فأنت تريد في هذا واحدا في العدة غير مخصص في عينه، ولذلك فسر به أهل العربية في قولهم: ضربت زيدا أو عمرا ونحو ذلك أن المعن: ضربت أحدهما، ولا يستعملون في هذا (الواحد) مكانه، ولذلك أجازوا: أيكما عور عين أحد كما، ولم يجيزوا: أيكما عض أنف أحدكما، لارتفاع الإهام في عض الأنف، واختصاص واحد منهما به دون الآخر، وامتناع جواز الفعل على كل واحد منهما كحواز فعل التعوير على كل واحد منهما، فامتنع ذلك في (العض)، لوقوع التخصيص، فإن استعمال لفظ الإهام والاشاعة وما حكمه أن يدل على كون غيره معه غير سائغ، مع اليقين والتخصيص، فلهذا لم تحز المسألة بلأحد ) حتى تخصص فتقول: الآخر، أو صاحبه، ونحو ذلك مما يدل على التخصيض:.

ويدل على صحة اعتبار هذا المعنى اعتبار أبي الحسن إياه قال: تقول: مررت برحل مكسور أحد الجنبين، ولا تقول: مررت برجلين مكسوري أحد الجنوب، لأنه يلزمك أن تشي (أحدا)، لأن جنب كل واحد منهما مكسور، ولا يجوز تثنية (أحد) و (إحدى)، لأن موضع (واحد) و (إحدى) في الكلام في الايجاب أن يدلا على أن معهما غيرهما؛ ألا ترى: أنك إذا قلت أحدهما أو أحدهم فليس يكون إلا مضافا، لابد من أن يكون معه غيره، فلو ثنيت زال المعنى، وكذلك (كلا) و (كلتا)، لا يجوز أن تثن وتحمع، لأهما يدلان على اثنين، فلو ثنيا زال ما وضعا له.

قال: فلو قلت: مررت برجلين مكسوري آحد الجنوب وأنت تريد آن (1) شسع النعل: قبالها الذي يشد إلى زمامها.

Sayfa 210