المستحقون للخراج. وإن قيل الإمام أسقط عنهم لقتالهم، قيل هذا لا يسقط الزكاة لوجوه:
منها أن ذلك لو جعلها كالخراجية لملكوا بيعها وهبتها، ومنها أن غايتهم أن يكونوا بمنْزلة الملاك، ومعلوم أن كل أرض أسلم عليها أهلها أنه لا خراج عليهم مع وجوب العشر وتعيين الجهاد عليهم من تلك الأموال، كما تعين الجهاد على الأنصار، وكان ﷺ يوجب عليهم العشر في الزرع والثمار، ويوجب عليهم الجهاد بأموالهم وأنفسهم، ولم يكن لهم رزق من بيت المال، فإذا كان جهادهم بأموالهم لا يسقط عنهم العشر الواجب لأهل الصدقات، فكيف يسقط عن هؤلاء؟ ولو أسقط الجهاد العشر لكانوا أحق، لما كانوا فيه من قلة المال وكثرة العدو وتعدد المغازي.
(٢٦) صلاته ﷺ بالأنبياء ببيت المقدس
قيل إنها اللغوية، وهي الدعاء والذكر، وقيل الصلاة المعروفة، وهذا أصح؛ لأن اللفظ يحمل على حقيقته الشرعية.
وكانت الصلاة واجبة قبل الإسراء، وكان واجبا قيام بعض الليل، كما في سورة المزمل، ثم نسخ بعد سنة بما ذكر الله في آخر السورة: ﴿فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ﴾ ١. ثم نسخ قيام الليل ليلة الإسراء ووجبت الخمس.
(٢٧) زين الشيطان لأهل الضلالة اتخاذ عاشوراء مأتما
لإثارة الفتن والفساد، ولم يعرف في طوائف الإسلام أكثر كذبا وفتنا ومعاونة للكفار على المسلمين من الرافضة. وهم شر من الخوارج، وهؤلاء قال فيهم ﷺ "يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان" ٢ وأولئك يعاونون اليهود والنصارى على أهل بيت رسول الله ﷺ
_________
١ سورة المزمل آية: ٢٠.
٢ البخاري: المغازي (٤٣٥١) والتوحيد (٧٤٣٢)، ومسلم: الزكاة (١٠٦٤)، والنسائي: الزكاة (٢٥٧٨)، وأبو داود: السنة (٤٧٦٤)، وأحمد (٣/٤،٣/٦٨،٣/٧٣) .
1 / 24