فتساءل عن الحديث فقلت: قال إن الدكتور زهير كامل عشق أخيرا صحفية تحت التمرين تدعى نعمات عارف. - وما وجه العجب في ذلك؟ - هو في الستين كما تعلم وهي في العشرين.
فضحك وقال: العشق هو العشق بصرف النظر!
فقلت: وقال أيضا إنه سيتزوج منها. - يا عزيزي إن حربا تنشب فجأة فتقتل آلافا أو ملايين، وإن زلزالا يقع فيدمر آلافا، أما زواج زهير كامل فربما مر بسلام، وربما تخلف عنه ضحية أو ضحيتان!
وسكتنا مليا، ثم قال لي: أعترف لك بأني عاشق!
فتذكرت ما قالته لي درية في آخر لقاء، ولكني تساءلت متظاهرا بالاهتمام: حقا؟ - راقصة إيطالية بالأوبرج. - لعلها نزوة! - حب عاش أكثر من عشرة أعوام. - يا له من حب عظيم! - أشعر أحيانا بأنه عاش أكثر مما ينبغي!
فترددت، وصمت، بعد أن كدت أطرح سؤالا عن الزوجة، ولكنه قال وكأنه قرأ أفكاري: كما أحببت يوما زوجتي.
وحدثني بفتور عن حبهما، حب طبيب الامتياز للممرضة، كما سبق أن سمعته: كانت فقيرة، وبالرغم من أننا لم نكن أغنياء إلا أن أحدا من أهلي لم يوافق على فكرة زواجي بها، أبدا أبدا أبدا. - ولكنك تزوجتها. - وغرقنا في الحب كالمجانين.
وتمرد اللسان على تحفظي فقلت: ثم جفت ينابيع الحب!
فارتفع صوته - كأنما ليستمد من ارتفاع النبرة دفاعا - وهو يقول: الحق أن نظرتها إلى الحب تغيرت تماما بمجرد أن صارت أما. - كيف تغيرت نظرتها؟ - لا أدري! - أنت تدري بلا شك. - لعلها أصبحت تكن حبا أعظم من الحب العادي، ولكني افتقدت الحب الأول .. وإذا بي. - وإذا بك؟ - إذا بي أزهد فيها نهائيا وبلا رجعة. - يا لها من سيدة تستحق الرثاء! - إني أوفر لها جميع أسباب الرعاية والراحة!
ثم بصراحة: أحيانا أتمنى لو توفق إلى حب رجل آخر فتذهب معه بسلام!
Bilinmeyen sayfa