فأما سائر هذه الحركات بعد الاستحالة فظاهر أنها مخالفة بعضها لبعض. وذلك أنه ليس التكون فسادا، ولا النمو نقصا، ولا التغير بالمكان، وكذلك سائرها. — فأما الاستحالة فقد يسبق إلى الظن فيها أنه يجب ضرورة أن يكون ما يستحيل 〈إنما يتم〉 بحركة ما من سائر الحركات. وليس ذلك بحق: فإنا نكاد أن يكون فى جميع التأثيرات التى تحدث فينا، أو فى أكثرها، تلزمنا الاستحالة، وليس يشوبنا فى ذلك شىء من سائر الحركات، فإن المتحرك بالتأثير ليس يجب: لا أن ينمى ولا أن يلحقه نقص؛ وكذلك فى سائرها. فتكون الاستحالة غير سائر الحركات. فإنها لو كانت هى وسائر الحركات شيئا واحدا لقد كان يجب أن يكون ما استحال فقد نما لا محالة، أو نقص، أو لزمه شىء من سائر الحركات. لكن ليس ذلك واجبا. وكذلك أيضا ما نما أو تحرك حركة ما أخرى: كان يجب أن يستحيل. لكن كثيرا من الأشياء تنمى ولا تستحيل، ومثال ذلك أن المربع إذا أضيف إليه ما يضاف حتى يحدث العلم فقد تزايد، إلا أنه لم بحدث فيه حدث حاله عما كان عليه. وكذلك فى سائر ما يجرى هذا المجرى. — فيجب من ذلك أن تكون هذه الحركات مخالفة بعضها لبعض.
Sayfa 52