إلا أنه قد يظن أن ذلك يلزم خاصة فى المتضادات التى تقال بتأليف، فإن «سقراط صحيح» مضاد ل«سقراط مريض». لكنه ليس يجب ضرورة دائما ولا فى هذه أن يكون أحدهما صادقا والآخر كاذبا، فإن سقراط إذا كان موجودا كان أحدهما صدقا والآخر كذبا. وإذا لم يكن موجودا فهما جميعا كاذبان. وذلك أنه متى لم يكن سقراط موجودا ألبتة لم يكن صدقا: لا أن سقراط مريض ولا أنه صحيح. — وأما العدم والملكة فإن العين إذا لم تكن موجودة أصلا لم يكن ولا واحد من الأمرين صدقا. ومتى كانت أيضا موجودة لم يكن أبدا أحدهما صدقا، فإن «سقراط بصير» مقابل ل«سقراط أعمى» تقابل العدم والملكة. وإذا كان موجودا فليس واجبا ضرورة أن يكون أحدهما صادقا أو كاذبا، فإنه ما لم يأت الوقت الذى من شأنه أن يكون فيه بصيرا أو أعمى فهما جميعا كاذبان. ومتى لم يكن أيضا سقراط أصلا، فعلى هذا الوجه أيضا الأمران جميعا كاذبان، أعنى: أنه بصير وأنه أعمى.
Sayfa 46