فإن فى بعض الأمور قد وضعت أسماء للأوساط، مثال ذلك أن بين الأبيض وبين الأسود الأدكن والأصفر. وفى بعضها لا يمكن العبارة عن الأوسط باسم، إنما يحد الأوسط بسبب الطرفين، مثال ذلك: لا جيد، ولا ردىء؛ ولا عدل، ولا جور.
فأما «العدم» و«الملكة» فإنهما يقالان فى شىء واحد بعينه، مثال ذلك البصر والعمى فى العين، وعلى جملة من القول: كل ما كان من شأن الملكة أن تكون فيه ففيه يقال كل واحد منهما. وعند ذلك نقول فى كل واحد مما هو قابل للملكة إنه عادم عند ما لا تكون موجودة للشىء الذى من شأنها أن تكون موجودة له وفى الحين الذى من شأنها أن تكون له فيه: فإنا إنما نقول: «أدرد» لا لمن لم تكن له أسنان، ونقول «أعمى» لا لمن لم يكن له بصر، بل إنما نقول ذلك فيما لم يكونا له فى الوقت الذى من شأنهما أن يكونا له فيه. فإن البعض ليس له حين يولد لا بصر ولا أسنان، ولا يقال فيه إنه أدرد ولا إنه أعمى.
Sayfa 41