وقد ينبغى أن نقول فى المتقابلات على كم جهة من شأنها أن تتقابل، فنقول: إن الشىء يقال إنه يقابل غيره على أربعة أوجه: إما على طريق المضاف؛ وإما على طريق المضادة؛ وإما على طريق العدم والملكة؛ وإما على طريق الموجبة والسالبة. — فتقابل واحد واحد من هذه إذا قيل على طريق الرسم: أما على طريق المضاف: فمثل الضعف للنصف؛ وأما على طريق المضادة: فمثل الشرير للخير؛ وأما على طريق العدم والملكة فمثل العمى والبصر؛ وأما على طريق الموجبة والسالبة: فمثل جالس، ليس بجالس.
فما كان يقابل على طريق المضاف فإن ماهيته إنما تقال بالقياس إلى الذى إياه تقابل أو على نحو آخر من أنحاء النسبة إليه، مثال ذلك الضعف عند النصف، فإن ماهيته إنما تقال بالقياس إلى غيره، وذلك أنه إنما هو ضعف لشىء. والعلم أيضا يقابل المعلوم على طريق المضاف. وماهية العلم إنما تقال بالقياس إلى المعلوم. والمعلوم أيضا فماهيته إنما تقال بالنسبة إلى مقابله، أى إلى العلم، فإن المعلوم إنما يقال إنه معلوم عند شىء أى عند العلم. فما كان إذا يقابل على طريق المضاف فإن ماهيته إنما تقال بالقياس إلى غيره، أو يقال بعضها عند بعض على نحو آخر.
Sayfa 39