Maqowamat al-Da'iyah al-Najeh fi Dhaw' al-Kitab wa al-Sunnah

Sa'id bin Wahf al-Qahtani d. 1440 AH
147

Maqowamat al-Da'iyah al-Najeh fi Dhaw' al-Kitab wa al-Sunnah

مقومات الداعية الناجح في ضوء الكتاب والسنة

Yayıncı

مطبعة سفير

Yayın Yeri

الرياض

Türler

المبحث الرابع: العجلة والاستعجال المطلب الأول: مفهوم العجلة وصورها الاستعجال: هو طلب وقوع الأمر قبل وقته، وهو صفة مذمومة. والذي يحرك هذه الصفة: هو أن طبيعة الإنسان العجلة ﴿خُلِقَ الإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ﴾ (١)، ولكن المؤمن يعمل بالأسباب، ويبتعد عن أسباب العجلة. وللعجلة صور في حياة الناس، منها: ١ - استعجال نزول العذاب بالمخالفين، وهذا أمارة وعلامة اليأس الذي لا يليق بالدعاة إلى الله تعالى: ﴿فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا﴾ (٢). ٢ - استعجال البروز قبل النضوج والرسوخ في العلم، فلا يجوز الاستعجال في ذلك بدون بصيرة؛ ولهذا قال بعضهم: من تَحلّى بغير ما هو فيه ... فضحته شواهد الامتحان (٣) وقد قيل: العلم ثلاثة أشبار: من دخل في الشبر الأول تكبّر، ومن دخل في الشبر الثاني تواضع، ومن دخل في الشبر الثالث علم أنه ما يعلم (٤)، ﴿لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ (٥).

(١) سورة الأنبياء، الآية: ٣٧. (٢) سورة مريم، الآية: ٨٤. (٣) انظر: الدعوة والدعاة بين تحقيق التوكل واستعجال النتائج لسليم الهلالي، ص٧٤. (٤) انظر: المرجع السابق، ص٧٥. (٥) سورة آل عمران، الآية: ١٨٨.

1 / 152