============================================================
تعالى، هو الذى اختص أنبياءه بالنبوة، وأكرمهم بها دون من سواهم من البرية، وميزهم على غيرهم بالمزايا الشريفة والمراتب العلية وقد ورد فى ذلك عنهم، فصول كثيرة لا سيما عن القاسم (1) والهادى (2) إلى الحق، عليهما السلام، لولا خشية الإطالة، لأوردت منها فى هذا الموضع ما يكفى اليسير منه، ولكنى قد جمعت منها كثيرا فى الكتب، التى أوضحت فيها مذاهب الأئمة، عليهم السلام، فمن أراد ذلك طالعه فى مواضعه .
ولولم نزد فى ذلك إلا ما روى عن الهادى، عليه السلام ، فى تفسير قول الله تعالى : {ولقد آتينا داوود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وآلنا له الحديد () (3) 187 و/ فذكر، عليه السلام، ان الفضل الذى آتاه الله تعالى داوود، ع، هر ما اختصه به من النبوة، واكرمه به من جزيل الكرامة ؛ لكان فى ذلك كفاية كافية، كيف والفصول الواردة عنه، وعن غيره من الأئمة، عليهم السلام، اكثر من ان تحصى فى مثل هذا الموضع، غير أن من أنصف نفعه القليل، ومن عاند لم يزد عنه التطويل، ولله (در) القائل : ولولا أن يظن بنا غل را لزدنا فى المقال من استزادوا وما يدل على بطلان قول من يقول : إن التبوة فعل النبى فعلها لنفسه، وأن كل واحد من الخلق قادر على أن يفعل لنفسه مثلها، هو أن ذلك لو كان كما قالوا، لما قصر أمير المؤمنين، عليه السلام، عن إدراكها مع كثرة عبادت واجتهاده، وعظيم عنايته وجهاده، وكذلك من بعده من الأيمة السابقين ومن (1) هر الفاسم من إبراهيم بن إساعيل الحنى الملوى، أبو محد، المعروف بالرسى (169- 46 46م) فقمه، شاعر، من ائمة الزيدهة وهو شقيق ابن طباطبا. كان يكن جبال من اطراف المدينة واعلن دعوته بعد موت اخبه (سنة 199 ) ومات فى الرس، له 24 رسالة، اتظر: الزركلى : الاعلام جه / 171 (2) هو الهادى إلى الحق بحيى من الحسين بن القاسم بن إبراهيم الحنى العلوى الرى : إمام زيدى فقيه عالم ورع له فات كثيرة ولد سنة 10220 / 825م، وترفى بصعدة، ودفن بجامعها منة 298 ه/ 911م (2) سورة سبا: الآية 10.
Sayfa 68