لها ورقات كلين الرياط ... خضر بأطرافها طالعة
وإذا ناله ذو سقام أبل ... ولم يخش من بعده واقعة.
الخس
وما أدراك ما الخس بارد رطب أشد من الهندبا ترطيبا وأوفى في التطفئة، وتسكين العطش نصيبا، مبرد للبطن منوم، مدر للبول إذا عليه دوم، وإذا طبخ فهو أكثر في الغذاء، وإذا أكل كما قلع غير مغسول وافق من يشتكي من معدته أذى، وينفع من الحمرة والورم الحار، وليكثر من أكله من معدته تولد المرار.
قال ابن البيطار: ولم أجد شيئا من البقول يداوى به السهر غيره، والخلط المتولد منه بارد رطب لا يوازي بقل خيره، إذ ليس يعرض له رداءة الاستمرار كما يعرض لسائر البقول، والبطن معه لا هو مطلق ولا هو معقول، وهو يهيج للإنسان بشهوة المأكول، وينفع من اللدغ العارض في المعدة، ومن حرقة المثانة التي هي من خلط صفراوي متولد في السعال الذي لا نفث معه، وهو من مادة رقيقة تنجلب من الرأس الدمعة، ويغزر اللبن ويذهب اليرقان، ويسكن حرارة الرأس والهذيان، ويسكن وجع الثدي، وهو دواء لاختلاف المياه والأرضين والهواء، وإن أكل بالخل سكن المرار والصداع المتولد عن صفراوي البخار، وإذا عجن بمائه دقيق الشعير سكن الورم الحار من العين، والإكثار من أكله يضعف البصر ويكسبه الغشاوة والعين والغيم، وبزره يسكن وجع الصدر ولدغة العقرب والهوام، وإذا شرب قطع شهوة الجماع والاحتلام. وفيه يقول الشاعر:
أتاني الغلام قبيل الطعام ... وقد حم جسمي بخس نضير
كقضب اللجين بأطرافها ... لمبصرها عذبان الحرير
الرجلة
وما أدراك ما الرجلة فيها حديث ضعيف بلا نزاع، (أن فيها شفاء من سبعين داء أدناه الصداع)، (وأنه ﷺ دعا لها بالبركة وحيث شاءت نبتت) . وذلك حين داوى بها قرحة
1 / 40