داوى الله ﷿ به رسولا من أصفيائه المرسلين. قال تعالى: (فنبذناه بالعراء وهو سقيم، وأنبتنا عليه شجرة من يقطين) (١٤٤، ١٤٥الصافات) . وفيه يقول الشاعر:
وقرع تبدى للعيون كأنه ... خراطيم أفيال لطخن بذنجار
مررنا فعايناه بين مزارع ... فأعجب منا حسنه كل نظار
وقال آخر:
باكورة من قرعنا ناضر ... في كف حلو الدل بغداذ
كأنها كافورة أقبلت ... في خرق خضر من اللاذ
الهندبا cichorium intybus
وما أدراك ما الهندبا فيه أحاديث عديدة، طرق بعضها لبعض شهيدة، ما من ورقة من ورق الهندبا إلا عليها قطرة من الجنة، وهذه منقبة جليلة وفضيلة ومنّة، من الأطباء من يسميها البقلة المباركة، لأنهم حمدوا في قانونها الطبي مسالكه، بارد رطب في الأولى، جيد للمعدة مأكولا، ينفع من ضعف القلب والمعد، ويفتح من الكبد والطحال السدد، وهو من أفضل دواء للمعدة والكبد الحادين، ويطفي حرارة الدم والصفراء، وينقي مجاري الكلى من الرين، وإذا أكلت مطبوخة عقلت، وتسكن التهاب المعدة والكبد ضمد بها أو أكلت، وينفع من الحميات والاستسقاء والأورام ومن نفث الدم وأكثر السموم ولسع الهوام، وتسكن الغثيان، ويضمد بها من الحمرة والخفقان، ومن النقرس والورم الحاد في عين الإنسان، ويضمد بأصلها من لسع الحية والعقربان، وماؤه إذا على وصفى وشرب بسكنجبين ينقي الرطوبات العفنة، وينفع من الحميات المزمنة، وإذا طلي به الأورام بردها وأسعف، وبزره قريب الفعل من مائه المعتصر إلا أنه اضعف. وقال في القانون: وهو أبرها، أنفع الهندبا للكبد أمرها، وليحذر الهندبا أصحاب السعال، فإنه لا يوافقهم مجال. وفيه يقول الشاعر القوال:
ألا حبذا الهندبا بقلة ... منافعها جمة نافعة
1 / 39