ولا أيضا القول بأن المعتنين أكثر من واحد يفسخ هذا الطعن، الا أن يكون الانسان يلزم العناية بكل واحد من الأشياء التى يعنى بها الا ما هو مواظب على العناية بها فيضيفها اليه. وهذا مع أنه فعل سوء خبيت، فالقول فيه شنع من كل جهة، من قبل أن الجزئيات والأوحاد أنفسها قد توجد فى أوقات مختلفة على أحوال وفى وقت تكون كثيرة فى عددها وفى وقت تكون أقل ومن قبل أن الآلهة يوجدون خدما لنا.
وذلك أنه ان وضع واضع أن الاهتمام والروية فى جميع الأشياء معا والاعتناء بكل شىء على هذا النحوالذى قيل هو شىء ممكن للآلهة، غير أن مثل هذه السيرة غير لائقة بالآلهة من جميع الجهات، من قبل〈أن〉هذه السيرة يتكلفون بها دوام التشاغل وهى بعيدة من جميع الأفعال الجزئية المهذبة. وذلك أن مثل هذه السيرة ليست أيضا بلائقة لمن كان من الناس عفيف السيرة وطاهرة الطريقة، ولا انسان من الناس من ذوى الرأى السديد الحسن يختار أن يعيش بهذه السيرة، ما دام ولم يضطره الى ذلك مضطر، وذلك 〈أنه〉 وان كان بعض الناس قبل التجربة والجنكة فى الأمور قد يختار مثل هذه السيرة، غير أنه، متى توسطها وسار فيها، فان هربه منها أيضا وتجنبه لها ليس هو بدون تجنبه وهربه من سائر الأشياء المهروب منها.
Sayfa 19