129

Kaleden Manzara

المنظر من صخرة القلعة

Türler

فقالت السيدة مونتجوي: «أقالت ذلك حقا؟» •••

لم يكن العمل الذي كان علي القيام به هنا شاقا بالنسبة إلي؛ فقد كنت أجيد الخبز، وكي الملابس، وتنظيف الموقد. لم يكن أحد يخطو بقدمه الملطخة بوحل الفناء المجاور للإسطبل داخل المطبخ، ولم تكن ثمة ثياب عمل ثقيلة خاصة بالرجال للتصارع معها عبر العصارة، كان هناك فقط تلك الأعمال المتعلقة بوضع كل شيء في مكانه تماما، إلى جانب القيام ببعض التلميع؛ فكنت ألمع إطارات شعلات الموقد بعد كل استخدام، والصنابير، والباب الزجاجي الموصل إلى الساحة الأمامية إلى أن يبدو وكأنه لا يوجد زجاج فيه، حتى إن الناس يكونون عرضة لخطر اصطدام وجوههم به.

كان منزل آل مونتجوي ذا طابع عصري ، وكان له سقف مسطح وساحة أمامية تمتد فوق الماء والكثير من النوافذ التي كانت السيدة مونتجوي تحب رؤيتها، وقد أصبحت غير مرئية مثل الباب الزجاجي.

كانت تقول: «ولكن لا بد لي أن أكون واقعية. فأنا أعلم أنك إذا فعلت ذلك، فلن يكون لديك الوقت الكافي للقيام بالأعمال الأخرى.» لم تكن بأي حال من أرباب العمل الجائرين. كانت نبرتها معي أثناء الحديث صارمة ومنفعلة قليلا، ولكن ذاك كان أسلوبها مع الجميع. وكانت دائما تنتبه إلى الإهمال أو القصور الذي كانت تبغضه كثيرا، وكانت كلمة «مهمل» هي كلمتها المفضلة للتعبير عن الاستنكار، وكان من الكلمات الأخرى المفضلة لديها «تافه» و«غير ضروري». فكان الكثير من الأشياء التي يفعلها الناس غير ضروري، والبعض منها أيضا كان تافها. ربما كان يستخدم الآخرون كلمات مثل «مصطنع»، أو «منطقي»، أو «متساهل». وكانت السيدة مونتجوي تطيح بكل هذه الاختلافات والفروق.

كنت أتناول وجباتي وحدي فيما بين فترات تقديم الطعام لمن يأكل في الساحة الأمامية للمنزل أو في غرفة الطعام. وكدت أرتكب خطأ مريعا في هذا الشأن؛ فعندما ضبطتني السيدة مونتجوي وأنا متجهة إلى الساحة الأمامية ومعي ثلاثة أطباق - محمولة على الطريقة الاستعراضية المتباهية للنادلات - لأول وجبة غداء، قالت لي: «ثلاثة أطباق هناك؟ أوه، حسنا، اثنان على الساحة الأمامية وطبقك أنت هنا. أفهمت؟»

كنت أقرأ أثناء تناول الطعام؛ إذ كنت قد وجدت كومة من المجلات القديمة - مجلات «لايف»، و«لوك»، و«تايم»، و«كوليرس» - خلف خزانة المكانس. كان بإمكاني الجزم بأن السيدة مونتجوي لم تكن تحبذ فكرة الجلوس وقراءة المجلات أثناء تناول غدائي، ولكنني لم أعرف على وجه التحديد لماذا، هل لأن القراءة أثناء الأكل ليست من آداب الطعام، أم لأنني لم أكن أستأذنها؟ على الأرجح أنها قد رأت أن اهتمامي بأشياء لم تكن لها صلة بعملي شكل واضح من أشكال السفاهة، فذاك شيء غير ضروري.

كل ما كانت تقوله لي في هذا الشأن هو: «لا بد أن تلك المجلات القديمة مغبرة على نحو مريع .»

فأقول إنني دائما ما أمسح عنها الغبار.

في بعض الأحيان، كانت تحل علينا ضيفة على الغداء؛ صديقة كانت تأتي من إحدى الجزر القريبة. سمعت السيدة مونتجوي تقول: «... لا بد أن تجعلي فتياتك سعيدات وإلا فسوف يرحلن إلى الفندق ثم إلى الميناء، ويمكنهن الحصول على وظائف هناك بسهولة، لم تعد الأمور كما كانت في السابق.»

فقالت السيدة الأخرى: «هذا صحيح تماما.»

Bilinmeyen sayfa