============================================================
ولا يعول عليهم حى يبذلون له الرشا فحينئذ يكلمهم بأنفة وتعاظ و يخاطبهم بتكبر وتحبر.
وكل ذلك يفعلونه نكاية للمسلمين وإهانة لأمة رسول الله صلى الله عليه وسا وأيضا فإن المسلمين ينصحون ولا يغشون، ويحبون إخوالهم ولا يألون [156أ] نصحا.
وهؤلاء يعتقدون أن أموال المسلمين مباحة لهم وكذلك أنفسهم يتقربون بأخذ أموالهم وإهلاك أنفسهم، قال الله تبارك وتعالى: م إن يشقفوكم كونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء) (1).
وقد وقع هذا بعينه لما دخل التتر خذلهم الله إلى دمشق في أيام المل المظفر رحمه الله أظهر أعداء الله النصارى العداوة وتغلبوا على المسلمين و بسطوا إليهم آيديهم وألسنتهم ونابذوا المسلمين أشد المنابذة وعاملوه قبح المعاملة وتعرضوا بالأنبياء وسبوا الأولياء وأهانوا المصاحف والمساجل.
فهل يؤمن من يفعل هذاةا وسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم يقول: الا يلدغ المؤمن من جحر مرتين1(2).
فهذه سيرة المسلمين وطريقة الصحابة والتابعين فمن خالفها قصم ومن حاد عنها وصم، وحقيق من خالف الله ورسوله أن ينسلخ من الدين (1) سورة الممتحنة (الآية: 2) .
(2) أطراف هذا الحديث عند: البخاري في الصحيح (38/8)، مسلم الصحيح (الزهد ب 12 رقم 63)، أبي داود في السنن (الأدب 862: أحمد في المسند (379/2) ، الدارمي في السنن (320/2)، البغوي في شر السنة (88/13)، البيهقي في السنن الكبرى (320/6)، ابن ماج اة في ال (3982، 3983)، الطبراني في الكبير (278/12)، (9/17 في الحلية (127/6)، الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (219/5).
Sayfa 166