129

Görüş Kitabı

كتاب المناظر

Türler

[6] فأما الغشاء الذي على هذه الرطوبة فإنما هو ليضبطها فلا تتشتت لرطوبتها، وليشكلها أيضا هذا الغشاء ويحفظ عليها شكلها، لأن الرطوبات إن لم يحصرها حاصر تشتتت ولم تثبت مع ذلك على شكل واحد. وأيضا فإن الرطوبات ليس تتشكل بشكل كري إلا إذا حصرها حاصر كري. فاشتمال الغشاء على هذه الرطوبة إنما هو ليضبطها وليشكلها بالشكل الكري. وكان هذا الغشاء خفيفا وفي غاية الخفة لئلا يستر عنها الصور التي ترد إليها. فأما كريتها فلا عتدال شكل الكرة واحتمائه من التغير. وكون سطح مقدمها من كرة أعظم فليكون موازيا لسطح مقدم البصر ويكون مركزاهما نقطة واحدة.

[7] فأما العصبة الجوفاء التي جملة العين مركبة عليها فإنما كانت جوفاء لتجري فيها الروح الباصرة من الدماع وتصل إلى الجليدية فتغطيها القوة الحساسة على الاستمرار، ولينفذ أيضا الضوء في تجويفها وفي الجسم اللطيف الجاري فيها إلى أن يصل إلى الحاس الأخير الذي في مقدم الدماع.

[8] وكان مبدأ العصبتين الجوفاوين اللتين تتركب عليهما العينان من جنبتي مقدم الدماغ ليكون وضع البصرين من مبدأيهما وضعا متشابها معتدلا. ولم يكن مبدؤهما من وسط مقدم الدماغ لأن هذا الموضع يختص بحاسة الشم. فلهاتين العلتين صار مبدأ العصبتين من جنبتي مقدم الدماغ.

[9] فأما لم كان البصران اثنين ولم يكن البصر واحدا فإن ذلك رأفة من الصانع تعالى واستظهار من الطبيعة حتي متى حدث بأحدهما آفة بقي الآخر، ولتحسين صورة الوجه أيضا بهما.

[10] ثم إن العصبتين الجوفاوين تلتقيان عند وسط مقدم الدماغ وتصيران عصبة واحدة جوفاء ويصير التجويفان واحدا. وإنما صار ذلك كذلك لما ذكرناه من قبل في كيفية الإبصار: وهو أن الشخص الواحد يبصر ببصرين، فإذا نظر الناظر إلى مبصر واحد أحس بكل واحد من البصرين بصورة ذلك المبصر، فتحصل في البصر صورتان لذلك المبصر، فلو تأدت الصورتان إلى الحاس الأخير لكان يدرك المبصر الواحد اثنين، فالتقت العصبتان وصارت واحدة وصار تجويفهما تجويفا واحدا لتنتهي الصورتان من البصرين إلى هذه العصبة فتلتقي الصورتان في هذه العصبة وتنطبق إحديهما على الأخرى فتصيران صورة واحدة، فيدرك الحاس الأخير المبصر الواحد واحدا. فلهذه العلة التقت العصبتان وصارتا واحدة وصار التجويفان تجويفا واحدا.

Sayfa 186