الموتى لا يسمعون ولا يستجيبون، إنما أخبر الله عنهم أنهم يبعثون ومنه وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ* وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا (١) ونحو: لِلَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ (٢) ونحو: مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ (٣) ونحو: فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا (٤) ونحو: فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصانِي (٥) وشبه ذلك من كل ما هو خارج عن حكم الأول من جهة المعنى، لأنه سوّى بالوقف بين حال من آمن ومن كفر، وبين من ضلّ ومن اهتدى فهذا جليّ الفساد، ويقع هذا كثيرا ممن يقرأ تلاوة لحرصه على النفس فيقف على بعض الكلمة دون بعض، ثم يبني على صوت غيره ويترك ما فاته، ومثل ذلك ما لو بني كل واحد على قراءة نفسه، إذ لا بدّ أن يفوته ما قرأه بعضهم، والسنة المدارسة، وهو أن يقرأ شخص حزبا ويقرأ الآخر عين ما قرأه الأول وهكذا، فهذه هي السنة التي كان يدارس جبريل النبي ﷺ بها في رمضان، فكان جبريل يقرأ أولا ثم يقرأ النبي ﷺ عين ما قرأه جبريل. قال تعالى: فَإِذا قَرَأْناهُ (٦) أي على لسان جبريل فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (٧) وأما الأقبح فلا يخلو: إما أن يكون الوقف والابتداء قبيحين، أو يكون الوقف
ــ
آمَنُوا في العنكبوت، ويا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا في الزمر فتثبت في الوقف، واختلفوا في: يا عبادي لا خوف عليكم في الزخرف فعن أبي عمرو أنه وجدها
_________
(١) المائدة: ٩ - ١٠.
(٢) الرعد: ١٨.
(٣) الأعراف: ١٧٨.
(٤) آل عمران: ٢٠.
(٥) إبراهيم: ٣٦.
(٦) القيامة: ١٨.
(٧) القيامة: ١٨.
1 / 36