141

Hidayet Feneri

منار الهدى في بيان الوقف والابتدا

Araştırmacı

شريف أبو العلا العدوي

Yayıncı

دار الكتب العلمية

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢ م

Yayın Yeri

بيروت

الثمرة فيعزلون الخبيث، فإذا جاءت المساكين أعطوهم من الرديء فأنزل الله هذه الآية. وقيل: منه تنفقون مستأنف ابتداء إخبار وأن الكلام تمّ عند قوله الخبيث، ثم ابتدأ خبرا آخر فقال: منه تنفقون وهذه يردّه المعنى تُنْفِقُونَ حسن، وكذا: فيه حَمِيدٌ تامّ بِالْفَحْشاءِ كاف، ومثله: فضلا عَلِيمٌ تامّ، ومثله: من يشاء، للابتداء بالشرط على قراءة، ومن يؤت بفتح الفوقية، وكاف على قراءة يعقوب يؤت بكسر الفوقية. قالوا وعلى قراءته للعطف أشبه إلا أنه من عطف الجمل، وعلى قراءة من فتح الفوقية يحتمل الاستئناف والعطف، وقراءة من فتح الفوقية معتبرة بما بعد الكلام وهو قوله: فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا، فكان ما بعده على لفظ ما لم يسم فاعله بالإجماع، وقراءة من كسر الفوقية معتبرة بما قبلها وهو قوله: يؤتي الحكمة من يشاء: أي يؤتي الله الحكمة من يشاء، ومن يؤته الله الحكمة فحذف الهاء كما حذف في قوله تعالى: أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا، أراد بعثه الله رسولا، والهاء مرادة في الآيتين، ... والحذف عندهم كثير منجلي أي حذف العائد المنصوب المتصل جائز. قال عبد الله بن وهب: سألت الإمام مالكا عن الحكمة في قوله تعالى: وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا فقال: هي المعرفة بدين الله تعالى والتفقه فيه والاتباع له، والياء من يؤت الثانية محذوفة على القراءتين خَيْرًا كَثِيرًا كاف الْأَلْبابِ تامّ يَعْلَمُهُ كاف مِنْ أَنْصارٍ تامّ فَنِعِمَّا هِيَ كاف خَيْرٌ لَكُمْ تامّ على قراءة من قرأ ونكفر بالنون والرفع: أي ونحن نكفر، وكاف لمن قرأه بالتحتية والرفع: أي والله يكفر وليس بوقف لمن قرأ نكفر بالجزم وعطفه على محل الفاء من قوله فهو: ــ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وكذا: فضلا، وواسع عليم مَنْ يَشاءُ تامّ خَيْرًا كَثِيرًا كاف أُولُوا الْأَلْبابِ تامّ يَعْلَمُهُ كاف مِنْ أَنْصارٍ تامّ فَنِعِمَّا هِيَ كاف فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ تامّ. وقال أبو عمرو: كاف، لكن من قرأ ونكفر بالجزم لم يقف على خَيْرٌ لَكُمْ لأن نكفر معطوف على

1 / 145