قال: هذا ما كنت أتمناه مدة حياتي أيها الحكيم.
قال: وهذا هو الواقع، وستراه عما قريب، فأشير عليك الآن ألا تؤخر هذه الفرصة، واستحضر «لكورش» ما تقدر عليه من رجال؛ ليكونوا له عونا في طريقه، وإن العناية الإلهية تحفه بالنصر مهما كانت أنصاره قليلين.
ولما سمع الوزير ذلك لبى بالإجابة، وقام بعد أن التفت إلى «فانيس»، وقال له: هل أنت سمعت ما دار بيننا من الكلام؟ وأنتم الثلاثة أول رجاله، وأنا سأهتم بتحضير الرجال بعددهم وآلاتهم، ولكن أنتم عليكم بأن تخبروه بلطف؛ لئلا يؤثر عليه الفرح، واستحضروا جميع ما يلزمكم للسفر إلى بلاد فارس.
قال: سمعا وطاعة.
ثم ودعهما، وذهب فرحا مسرورا لخلاصهم من ذاك الاختفاء الذي هو أمر من السجن، وقد قبل أيادي «أرباسيس»، فدعا لهم بالتوفيق، ولما دخل القصر قابله «بركزاس»، وأخبره: أن «روبير» جاء من السفر، وأن «كورش» اليوم في غاية الانشراح إلا أنه شديد التفكر.
قال: علمت بما يتفكر، وسبب انشراحه.
قال «بركزاس»: كيف ذلك؟!
قال: أما سروره؛ فإنه ناشئ عن أن «روبير» أتاه بخبر مفرح من لدن محبوبته، وأما تفكره فلكونه ابن راع، وها أنا الآن أمرت بأن أخبره الحقيقة.
قال «بركزاس»: وبعد أن تخبره ماذا يكون؟
فأعاد عليه كل ما حصل بين الوزير والكاهن، ففرح «بركزاس» لذلك ، وسأله «فانيس» عن «كورش» قال: إنه نزل مع «روبير» إلى الحديقة، فلنتبعه.
Bilinmeyen sayfa