كانت ألين من ذلك الصنف من النساء القلائل اللواتي يمكنهن أن يعشن دون أن يفقدن سحرهن، لقد درست منها أمام مرآتها لأنها كانت تعلم أن عبوسة فاتنة تكفي لتذيب قلب الرجل العنيد أسرع من أي شيء آخر، وعلى الأخص إذا اقترنت بالدموع من عينين زرقاوين ساحرتين، وقد استطاعت أن تمزج بين هذين بنجاح.
فقالت بصوت محطم: إنك تقول هذا يا لويس، ولكني أعلم أن رأسك مليء بالخطط. إنك تحتج! وتقسم أنك تحبني، ولكن ألست ترسم خططا؟ - ماذا تعنين بالخطط؟
واستطاعت أن تهيئ دمعتين في تينك العينين الرجراجتين فانزلقتا على خديها الناعمين، وقالت: خططا لتتركني، لتصير ملكا لفرنسا، وعند ذلك تصبح بعيدا عني بعد النجوم عن الأرض.
فاحتج قائلا: لست أنا الذي أضع تلك الخطط ولكنها أمي.
فقالت وهي تبكي: لا فرق بين هذا وذاك، فإن هذه كلها عملت لتحرمني منك.
فقال وقد اكتسى وجهه الجذاب بمسحة من العناد: لست في حاجة لأن أذهب.
فسألت الفتاة: تذهب؟! إلى أين؟! - إلى ستراسبورج.
فتنهدت تنهدة طويلة عميقة، وغمغمت بتأثر: ستراسبورج!
وألصق جسدها إليه بقدر ما يستطيع، ثم قال برقة: إنه المكان الذي قضيت فيه أسعد أيام حياتي حيث تقابلنا لأول مرة يا ألين، وأحب كلانا الآخر.
فسألت قائلة: لماذا يجب أن تذهب؟ - إنه جزء من خطتهم كما تعلمين. - أنا لا أعلم شيئا يا لويس، خبرني. - ليس هناك ما يطول الحديث عنه، فإن علي أن أضايق نفسي بمقابلة بعض الرجال هناك، هذا الكولونيل وذلك الجنرال، ويجب أن أخطب في رجال الحامية، وسيهتف الرجال «يعيش الملك» ثم يتبعونني.
Bilinmeyen sayfa