Makarim al-Akhlaq by Ibn Uthaymeen
مكارم الأخلاق لابن عثيمين
Yayıncı
دار الوطن
Baskı Numarası
الأولى
Türler
أولًا: معنى كفى الأذى:
معنى كف الأذى أن يكف الإنسان أذاه عن غيره سواء كان هذا الأذى بالمال، أو يتعلق بالنفس، أو يتعلق بالعرض، فمن لم يكف أذاه عن غيره سواء كان هذا الأذى بالمال، أو يتعلق بالنفس، أو يتعلق بالعرض، فمن لم يكف أذاه عن الخلق فليس بحسن الخلق، بل هو سيئ الخلق.
وقد أعلن الرسول ﷺ حُرمة أذية المسلم بأي نوع من الإيذاء وذلك في أعظم مجمع اجتمع فيه بأمته حيث قال: "إن دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا" ١.
إذا كان رجل يعتدي على الناس بأخذ المال، أو يعتدي على الناس بالغش، أو يعتدي على الناس بالخيانة، أو يعتدي على الناس بالضرب والجناية، أو يعتدي على الناس بالسبّ والغيبة والنميمة، لا يكون هذا حسنَ الخلق مع الناس، لأنه لم يكف أذاه، ويعظم إثم ذلك كلما كان موجهًا إلى من له حق عليك أكبر.
فالإساءة إلى الوالدين مثلًا أعظم من الإساءة إلى غيرهما، والإساءة إلى الأقارب أعظم من الإساءة إلى الأباعد، والإساءة إلى الجيران أعظم من الإساءة إلى من ليسوا جيرانًا لك. ولهذا قال النبي ﵊: "والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن" قالوا: من يا رسول الله؟ قال: "من لا يأمن جاره بوائقه" ٢.
_________
١ أخرجه البخاري رقم٦٧ كتاب العلم. ورقم ١٧٤١ كتاب الحج. ورقم ٤٤٠٦ كتاب المغازي. وأخرجه مسلم رقم ٢٩، ٣٠ كتاب القيامة.
٢ أخرجه البخاري رقم ٦٠٦١ كتاب الأدب. واللفظ له. ومسلم بنحوه رقم ٧٣ =
1 / 24