254

Mecmu

المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)

فصل

قد صدرت الأجوبة عما ورد [من] الأسئلة، كارعة في مواردها، قاصدة إلى مقاصدها، متجانفة عن الحال المزري، بقرينة رائعة [الا صبط] في عرينه لا يقعقع لها بالشن فترتاع، ولا تنزوي عن المصاع فتنصاع، عارضة جبينها للاختبار، حاسرة برقعها للنظار، قائدة للوذعي بزمام للانصاف، مال المسيف وغير المستاف، ووسمتها ب(الجوهرة الشفافة، رادعة الطوافة)، يتخذها ذو البصيرة ذخيرة، أغنى له عند النضال، من الزرد المدال، تنطق بلسان النصيحة، وتنبي عن العقيدة الصحيحة، تمت إلى الشيء بعرى أداحيها، وترقى إلى تفرع مناهيها، داعية للألمعي بصفحات معانيها، معربة للمدعي بضباة مواضيها، محكمة المباني، واضحة المعاني، محصدة المثاني، يشهد لسان فضلها على كرم نجارها، وشدة عزمها على نجدة أنصارها، وسحوب قرطاسها على بعد مغارها، أمرتها بعصف الشمال، وشد الصبا، حتى تنيخ بديار الأدباء تطمس مخارق النوق، وتروع فراخ الأنوق، إن اتصلت بمعالم قرت وسرت، وإن ألمت بمجاهل فرت ضرت، يعيبها من عابها والجهل عاذره، وبلومها لمن لامها لا عز ناصره، وأرجو أن تكون داعية للمسترشد إلى بحث أهل الأصول، ومراجعة ذوي العقول، وأمرتها بالاندراج في مدارج الطوافة، والأدراع لامة العفافة لو قرعت سمع كثير لنسي [ثانيه] وأفرد للعدل والتوحيد رويته، ولم يسهل للريان مقلته، وكانت مجالسة العلماء هجيراه وطينته، ويوجب فيها الاقتصار على ما يغني، ويتجنب الإكثار الذي يعنى، علما بأن روائح العنبر يدل على (عنقه) من شافه، وإن معادن الجوهر تستدعي إليه من سمع أوصافه، وأن الحياء من شام برقه انتجعه، وأن الهدى من تنور ناره اتبعه،

Sayfa 296