له صورة النسب في ربيع الآخر سنة أربع عشرة وسبعمائة؛ وهو المستحقّ للنظر في الرباط المذكور لإفضاله ومعرفة أدبه».
كان ابن الفوطيّ بارعا، وناسخا مجوّدا، ومتقنا للّغة الفارسية، فكان اشتغاله بالمدرسة الغزانية في الظفرية من شرقي بغداد مخفّفا لمؤونة العيش. ولا أحسب أنّ اشتغاله في المدرسة المذكورة كان مقصورا على مقابلة الشيخ رشيد الدين الموسوم بجامع التواريخ، بل كان ينسخ ويقابل في أكثر تآليفه.
وفي شهر ربيع الآخر من سنة ٧١٦ هـ سافر ابن الفوطيّ الى السلطانية شاكيا أو مسترفدا؛ فقد كان يودّ عزل جمال الدين بن العاقولي عن الأوقاف، ولعلّه سعى في ذلك في تلك السفرة. ويفهم من موجز ترجمته لغياث الدين محمد (١) بن رشيد الدين الوزير أنّه عطف عليه. قال: «استدعاني الى خدمته ليلة النصف من شعبان الواقع في سنة ست عشرة وسبعمائة بالمدرسة الرشيدية المنسوبة الى [والده]، في جماعة من الأعيان والعلماء والأكابر والفضلاء، فصلّينا في داره العامرة، ولما انقضت الصلاة أمر بإحضار أهل الطّرب وما يتعلّق بأسباب الجمعيّا [ت] من الفواكه ... وأنواع المشروب، وأحيينا تلك اللّيلة في خدمته».
وممّا يثبت سفرته المذكورة الى السلطانية قوله في سيرة عزّ الدين (٢) أبي المظفّر يحيى بن شمس الدين محمد الجويني الكاتب: «ولمّا قصدت الحضرة، في شهر ربيع الآخر سنة ست عشرة وسبعمائة، كان عزّ الدين قد ظهر أنّه لم يقتل»، وقوله في سيرة محيي الدين عبد القادر بن أحمد الصرصري: «وسمع مولانا قاضي قضاة الممالك شرقا وغربا نظام الحق والدين أبو المكارم عبد الملك بن محمد القزويني ثم المراغي قوله بمحروسة السلطانية في يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة ست عشرة وسبعمائة أو شافهه بالعدالة ...»، وقوله في
_________
(١) (راجع ترجمته في الملقّبين بغياث الدين من هذا الكتاب).
(٢) (ترجمته في الملقّبين بعز الدين من هذا الكتاب).
1 / 36