ابن النيّار البغدادي: «وناب قبيل الواقعة الصّماء التي عمّت الناس بتولية جمال الدين عبد الله العاقولي ... وعزلني ابن العاقولي عمّا كان بيدي، فتركت الترداد إليهم، وذلك سنة اثنتي عشرة وسبعمائة، وقد ذكرت ذلك مستوفى في «التاريخ على الحوادث المرتّب على السنين» والله المستعان على جفاء [الزمان]».وهنا اعترف ابن الفوطيّ بأنّه قد سبّ وشتم وثلب وذمّ.
وكان بعض أصدقاء ابن الفوطيّ يحسب أنّ الرجاء والتوسّل والضراعة تعيد ابن الفوطيّ الى ولايته للوقف المذكور، إلاّ أنّه لم يفعل ذلك وكأنّه ندم على ذلك (١). وقد علمنا ممّا نقلنا أنّه كان ببغداد في سنة ٧١٢ هـ، كما ذكرنا آنفا، وقد حرم رزقه من نظارة الوقف، كما قال هو نفسه، مدّة سنتين يعني الى سنة ٧١٤ هـ وهو مقيم ببغداد. وكان ممّا اشتغل به في تلك السنة مقابلة «جامع التواريخ» تأليف الوزير رشيد الدين، قال في ترجمة كمال الدين موسى بن عبد الله الأردبيلي: «وهو الآن بالمدرسة الغزانية (٢)، سنة أربع عشرة وسبعمائة؛ وفي خدمته اتّفقت مقابلة كتاب «جامع التواريخ» الذي صنّفه المخدوم العادل رشيد الدين».ويؤيّد كونه ببغداد سنة ٧١٤ هـ ما قاله في ترجمة مجد الدين أحمد بن محمد بن سكينة، قال: «وقد أنعم جمال الدين بن العاقولي (٣) وأمر بكتابة محضر ليأخذ له الرباط المنسوب إلى سكينة بالمشرعة ... من بنات ابن سكينة. فكتبت
_________
(١) (قال في موجز سيرة كمال الدين محمد بن عبد الله بن الحريميّ: انتسجت بيني وبينه مودّة مؤكّدة ... وكان قد أشار عليّ [بأن أجتمع] بجمال الدين بن العاقولي، فلم أسمع وكان ذلك منه عن صدق نيّة وصفاء طويّة، فلم أقبل وحرمت رزقي مدّة سنتين، فكنت كما قال: أوسعتهم شتما وأودوا بالإبل).
(٢) (ذكر ابن الفوطيّ في موجز سيرة مجد الدين اسماعيل بن محمد البغدادي الصيدلاني أنّه من الجماعة الذين عيّن عليهم في الاشتغال بتصنيف المخدوم رشيد الدين الوزير بالمدرسة التي أنشأها بالغزاني بباب الظفرية سنة ٧١٣ هـ).
(٣) (غيّر ابن الفوطي ها هنا اسلوبه في ذكر ابن العاقولي).
1 / 35