عليه وسلم، فقال: هذا أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم وبي نُصروا، يعني باسمه، ﷺ، قال: وسقط في يد كسرى واغتاظ من ذلك غيظًا شديدًا ووقعت الولولة والعويل بالمدائن، فندب كسرى الجنود وفرّق فيهم السلاح والمال لمعاودة حرب بكر بن وائل، تم إن بطارقة الروم خرجوا على ملكهم قيصر فقتلوه فاشتغل به عن معاودة حرب بكر بن وائل فكان هانيء بن مسعود المزدلف أحد الأوفياء. ليه وسلم، فقال: هذا أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم وبي نُصروا، يعني باسمه، ﷺ، قال: وسقط في يد كسرى واغتاظ من ذلك غيظًا شديدًا ووقعت الولولة والعويل بالمدائن، فندب كسرى الجنود وفرّق فيهم السلاح والمال لمعاودة حرب بكر بن وائل، تم إن بطارقة الروم خرجوا على ملكهم قيصر فقتلوه فاشتغل به عن معاودة حرب بكر بن وائل فكان هانيء بن مسعود المزدلف أحد الأوفياء.
ومنهم الطائي صاحب النعمان بن المنذر، وكان من حديثه أن النعمان بن المنذر ركب في يوم بؤسه، وكان له يومان يوم بؤس ويوم سعد، لم يلقه في يوم بؤسه أحدٌ إلا قتله وفي يوم سعده أحدٌ إلا حباه وأعطاه، فاستقبله في يوم بؤسه أعرابيّ من طيء فقال: حيا الله الملك، إن لي صبية صغارًا لم أوصِ بهم أحدًا فإن يأذن لي الملك في إتيانهم وأعطيه عهد الله إني أرجع إليه إذا أوصيت بهم حتى أضع يدي في يده. فرقّ له النعمان فقال: لا إلا أن يضمنك رجل ممن معنا فإن لم تأت قتلناه، وشريك بن عمرو بن شرحبيل نديم النعمان معه، فقال الطائي:
يا شريك يا ابن عمرٍو ... هل من الموت محاله
يا أخا كلّ مضامٍ ... يا أخا من لا أخا له
يا أخا النعمان فكّ ال ... يوم عن شيخٍ غلاله
إن شيبان قبيلٌ ... أحسن الناس فعاله
فقال شريك: هو علي أصلح الله الملك! فمرّ الطائي والنعمان يقول لشريك: إن صدر هذا اليوم قد ولّى ولا يرجع! وشريك يقول: ليس لك عليّ سبيل حتى نمسي، فلما أمسوا أقبل شخص والنعمان ينظر إلى شريك، فقال: ليس لك عليّ سبيل حتى يدنو الشخص، فبينا هم كذلك إذ أقبل الطائي فقال النعمان: والله ما رأيت أكرم منكما وما أدري أيكما أكرم! لا أكون والله ألأم الثلاثة، ألا إني قد رفعت يوم بؤسي! وخلّى سبيل الطائي، فأنشأ يقول:
ولقد دعتني للخلاف عشيرتي ... فأبيت عند تجهّر الأقوال
إني امرؤٌ مني الوفاء خليقةٌ ... وفعال كلّ مهذَّبٍ بذّال
فقال النعمان: ما حملك على الوفاء؟ قال: ديني. قال: وما دينك! قال: النصرانية. قال: اعرضها عليّ! فعرضها عليه فتنصر النعمان.
1 / 52