93

Mağanım

المغانم المطابة في معالم طابة

Yayıncı

مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Türler

الأبْنِيَةَ ثابتة والروُحُ يُرَدُّ عَلَيْها، فكأنه عبارة عن تحديدِ وَصْفٍ مع ثبوتِ أَصْلِ الوُجُودِ والحياةِ، وإِنَّما هذا الوهْمُ كانَ يَتَأَتَّى لو قال: رَدَّ روحِي فيَّ، أو في جَسَدِي، أو: في الجسَدِ، وَإِذْ لم يقل، فارْتَفَعَ أَصْلُ السُّؤالِ، وبالله التوفيق. ومن المؤكِّدِ لهذا المعنى قولهُ ﷺ: «إن عيسى ابن مريم-﵉ مَارٌّ بالمدينة حاجًا أو مُعْتَمِرًا، وإِن سَلَّمَ عَلَيَّ لأَرُدَّنَّ عليهِ» (^١). ومما يُؤكِّدُ ذلك قَوْلُ النَّاطِقِ بالصَّوابِ -المقولِ في حَقِّه: إنَّ الحقَّ لَيَنْطِقُ على لسانِ عمر بن الخطَّابِ (^٢) ﵁: إِنَّ رسولَ الله ﷺ ما مَاتَ (^٣)، وإِنَّما نفى ما يَعْلَمُ، وأَثْبَتَ ما يَعْلَمُ (^٤). فإن قيل: كيف الجَمْعُ بينه، وبين قوله تعالى: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وإِنَّهُمْ

(^١) ذكره الصالحي في سبل الهدى والرشاد ١٢/ ٣٥٧ وعزاه لأبي يعلى الموصلي. ورواه ابن النجار في الدرة الثمينة ص ٢٢١ من طريق محمد بن الحسن بن زبالة، عن عبدالعزيز بن محمد، عن محمد بن يزيد، عن المقبري، عن أبي هريرة، مرفوعًا. ومحمد بن الحسن: كذبوه. (^٢) عن عبد الله بن عمر ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه». أخرجه الترمذي، في المناقب، باب مناقب عمر ابن الخطاب ﵁، رقم:٣٦٨٢، وأحمد ٢/ ٥٣،٤٠١، والحاكم ٣/ ٨٦ - ٨٧. … قال الترمذي: وفي الباب عن الفضل بن عباس، وأبي ذر، وأبي هريرة، وهذا حديث حسن. (^٣) يشير المصنف-﵀-إلى الحديث الذي أخرجه الترمذي في الشمائل برقم: ٣٩٩ وابن ماجه في السنن برقم: ١٢٣٤، والنسائي الكبرى برقم: ٧١١٩ في قصة وفاة النبي ﷺ -وفيه أن عمر بن الخطاب قال: (… لا أسمع أحدًا يذكر أن رسول الله ﷺ قبض إلا ضربته بسيفي هذا …). (^٤) المعروف أن عمر بن الخطاب-﵁ قال هذا من شدة الصدمة-فلما جاء الصديق وكشف عن وجه الرسول الكريم-وعلم بموته أعلنها على الناس-وكان مما استدل به قول المولى: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ فلما سمعها عمر بن الخطاب. أمسك عن القول وتراجع عما كان يدعو وينادي به. انظر: القرطبي الجامع لأحكام القرآن ١٥/ ٢٥٤، فتح الباري ٧/ ٣٦.

1 / 94