لذا حرص السمهودي عندما صنف كتابه وفاء الوفا- الذي يعتبر من أهم مصادر تاريخ المدينة- على تتبع خُطَا الفيروزابادي في معظم كتابه، والاستفادة من منهجه في تقسيم المادة وتبويبها وترتيبها.
وعلى نحو هذا المنهج الذي خطه الفيروزابادي في المغانم سار أغلب من ألفوا في تاريخ المدينة بعده، فإن خالفوه بشيء فإنما يكون بتقديم أو تأخير.
٣ - توثيق المعلومات بالمشاهدة والسماع: لم يقتصر الفيروزابادي في مصادره على مؤلفات من قبله وإن كان قد حرص على استيعابها، فقد زخر كتابه المغانم بكثير من المعلومات المستمدة من الرؤيا والسماع، وخاصة في أثناء رحلاته المتكررة إلى المدينة المنورة (^١) وتتنوع هذه المعلومات فتكون في حين توثيقًا لمعلم من المعالم (^٢) أو وصفًا له (^٣) أو تحديدًا لموقعة (^٤) أو تعريفًا بملاكه (^٥)، أو قياسًا لطوله وعرضه، وذلك بذرعه باليد (^٦)، أو بوسائل أخرى (^٧).
وقد خص المسجد النبوي بمزيد عناية ووصف ماشاهده بنفسه فيه، والتوسعة التي كانت تتم في عهده (^٨)، كما وصف مجلس ختم القرآن في الروضة الشريفة (^٩)، وغير ذلك من التفصيلات المشاهدة وخاصة في فترة تأليف الكتاب سنة ٧٨٢ هـ، وغير ذلك (^١٠).
_________
(^١) انظر: ص ٤٣٤، ٤٥١.
(^٢) انظر: ص ٤٢٨، ٤٣٦ مكرر.
(^٣) انظر: ص ٤٤٧، ص ٥٣٣، ص ٥٥٧، ص ٦٥٥، ص ٧٢١، ص ٩٣١، ص ١٠٥٩.
(^٤) انظر: ص ٤٣٠، ص ٤٤٦، ص ٤٤٧.
(^٥) انظر ص ٤٣٨، ص ٤٤٦، ٦٦٩،١٠٧٣.
(^٦) انظر: ص ٥٣٧،٥٤٠،٦٠٩،٦٨٥.
(^٧) انظر: ص ٥٦٨.
(^٨) ص ٤٥١.
(^٩) انظر ص ١٣٦٤.
(^١٠) انظر ص ٤٣٤، ١٤٠٠.
1 / 31