Mağanım
المغانم المطابة في معالم طابة
Yayıncı
مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م
Türler
الأبرار إلى نالِ نالتها (^١) في جلبات الخير والبَدار، ويتباهون عند الوُصُولِ بِلَثْمِ الأرْضِ وبِمَسِّ الجدار (^٢)، وَيَسْتَوِي شَوْقُهُم وَحُبُّهم واتِّبَاعُهُم عند شَرَفِ المزار، حتَّى لا يكادون يَفْتَرِقونَ بَيْن الإيرادِ بِها والإصدار، إذا انحدروا إليها مِنْ ثَنِيَّتها (^٣) فَضَّلوُا على كل عروج (^٤) ذَلِك الانْحِدار، فَيَخْتَصُّونَ في الدَّارين بارتفاع الأقدار وانتفاء الأكدار، وشفاء الأجدار (^٥)، واصطفى عن أنْس الأخْدارِ، والاكتفاء مِنْ دياراتِ الأقطارِ بِأَشْرَفِ دار، فَمَنْ وقاهُ اللّه هَجْرَه، ووفَّاهُ أجْرَه، بَوَّأه دَارَ الهِجْرَةِ. وَمَنْ حماهُ خلائِقَ الفاجِرِين، وكلاهُ طرائِقَ المشاجرين، آواه في دار الهاجرين. وَمَنْ رضي له بالأمْنِ والأمان، وأقصاه من اعتراء حوادِث الزَّمان، أفْضَى به إلى سُكْنَى دار الإيمان، ومن اختارَ اللّه تعالى لَهُ خَيْرَ الدِّيار، واشْتَارَ (^٦) لَهُ المنى أَحْسَن اشتيار، أسكنَهُ دار الأبْرارِ، ودارَ
(^١) المنالة: ما حول الحرم. القاموس (نول) ص ١٠٦٦.
(^٢) هذه من البدع المنكرة في العقيدة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: وقد اتفق العلماء على ما مضت به السنة من أنه لا يشرع الاستلام والتقبيل لمقام إبراهيم الذي ذكره الله في القرآن وقال: ﴿واتخذوا من مقام إبراهيم مصلّى﴾، فإذا كان هذا بالسنة المتواترة وباتفاق الأئمة لا يشرع تقبيله بالضم ولا مسحه باليد. وأيضًا المكان الذي كان النبي ﷺ يصلي فيه بالمدينة دائمًا لم يكن أحد من السلف يستلمه ولا يقبله. فإذا كان الموضع الذي كان بقدميه الكريمتين يطؤه ويصلي عليه لم يشرع لأمته التمسح به ولا تقبيله فكيف بما يقال إن غيره صلّى فيه أو نام عليه.
ثم ذكر ما يقصده بعض الناس للصلاة أو الدعاء، وبين أن هذا غير مشروع، ثم قال: وأما تقبيل شيء من ذلك والتمسح به فالأمر فيه أظهر، إذ قد علم العلماء بالاضطرار من دين الإسلام أن هذا ليس من شريعة الرسول ﷺ. اقتضاء الصراط المستقيم ٢/ ٩٩٧.
(^٣) الثنية: العقبة أو طريقها أو الجبل أو الطريقة فيه أو إليه. القاموس (ثنى) ص ١٢٦٨.
(^٤) العروج: الارتقاء. القاموس (عرج) ص ١٩٨.
(^٥) جمع جدرة، والجدرة غدة تكون في البدن خلقة، أو ورم يأخذ في الحَلْق. القاموس (جدر) ص ٣٦٢.
(^٦) يقال: شار العسل واشتاره: استخرجه. القاموس (شور) ص ٤٢٠.
1 / 300