والقضاة، والطلبة، وساروا أمام الكتاب، إلى باب السلطان- وكان الكتاب ثلاثة مجلدات- يحمله ثلاثة رجال على رؤوسهم، فلما دخل على السلطان، وتصفحه أجاز مصنفه المذكور بثلاثة آلاف دينار" (^١).
ومن ظاهر هذا النص نستطيع أن نقول:" إن المصنف أهدى مؤلفه (الإصعاد) إلى السلطان الأشرف، لا إلى السلطان الناصر، كما ذكر ابن حجر.
ولم يقتصر الإكرام على السلطان وابنه، بل أكرمه وأحبه الناس جميعًا، كما حظي بتقدير ومحبة العلماء والقضاة، والفقهاء وطلاب العلم، لما يجدونه عنده من علم جمّ يفيض عليهم من سحابته .. فقد قصده الطلبة، والعلماء، والقضاة، والفقهاء، يأخذون منه " ففي أول يوم من رجب سنة (٨٠١ هـ) اجتمع الفقهاء بزبيد، وقصدوا القاضي مجد الدين محمد بن يعقوب، الشيرازي قاضي القضاة يومئذ، وسألوا منه أن يسمعهم (صحيح البخاري) فأجابهم إلى ذلك، وكانت القراءة في منزله- يومئذ- في البستان الذي له عند باب النخل، فاجتمع لذلك خلق كثير من الفقهاء، والأعيان، واستمرت قراءة الكتاب إلى أن ختمه (^٢) ".
وظل مقيمًا في اليمن بقية عمره، حتى وافاه الأجل في شوال سنة ٨١٧ هـ.
وقد جال في البلاد شرقًا وغربًا، وجنوبًا وشمالًا، والتقى بعدد كبير من علماء وقته، ومشايخ زمانه، غير من ذكر أخذ عنهم، واستفاد مماعندهم " كحمزة بن محمد" فقد قرأ عليه المصابيح (^٣) و" غضنفر" (^٤) و" ابن البخاري" (^٥)،
_________
(^١) ٢/ ٢٩٧.
(^٢) العقود ٢/ ٢٠٣ - ٢٠٤.
(^٣) الضوء ١٠/ ٨١.
(^٤) تاج العروس م ص ١٣.
(^٥) الضوء ١٠/ ٨٠.
1 / 19