192

Mağanım

المغانم المطابة في معالم طابة

Yayıncı

مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Türler

مطلقًا (^١)، وكلُّ من صبر بها على شدة ما فإنه يدخل تحت هذا الوعد السعيد. ومنها: صَوْنُ النَّفْس عن ملابسة السآمة والمَلَل والضَّجَر، والفُتُورِ والقَلَق والحَصَر (^٢)، عن حصول ما لا يكاد تخلو المدينة الشريفة من شيء منها، من شَظَفِ (^٣) العيش، وضيق الحال، وقلة المال، وفقدان كثير من رفاهية العيش، ورفاعة الحياة، والتنعمات المعتادة في غيرها من المدن، فإن هذه الخصلة أيضًا من محاسنها ومفاخرها، ومعدودة في مناقبها ومآثرها. وعساك حزمت بأن تحظى بحيازة درجات الفائزين المهاجرين، وتسعد بحياطة (^٤) حسناتِ الشاكرين والصابرين، من غير أن تعالج قليلًا من البلاء، وتَعَضَّ بناجِذَيْكَ على جِذْم (^٥) الصَّبْر الذي هو أمَرُّ من الأَلاء (^٦)، اصبر على لأوائها وبَلوائها، ولا تضجر ولو صِرْتَ في غِمار الشدة وغلوائها، فقد رأينا كثيرًا من المُترَفين في هَوَى صورة من الصور يختارون من أنواع البلاء أشقَّها، ويَسْتَهْوِنون من ضروب المصائب أَحْمَزَها (^٧)، بل يَسْتَحْلُون مُرارَها، ويستطيبون ضررَها. /٦٤ وكنت إذاما جئت ليلى أزورها … أرى الأرضَ تُطْوَى لي وَيَدْنُو بَعِيْدُها من الخَفرَات (^٨) البيضِ وَدَّ جَليسُها … إذا حَدَّثَتْ أحدوثَةً لو تُعِيدُها (^٩)

(^١) القاموس (لأى) ص ١٣٢٩. (^٢) الحصر: ضيق الصدر. القاموس (حصر) ص ٣٧٦. (^٣) الشَّظَف: الضيق والشدّة، ويُبس العيش وشدته. القاموس (شظف) ص ٨٢٤. (^٤) حاطه حَوطًا وحيطة وحياطة: حفظه وصانه وتعهده. القاموس (حوط) ص ٦٦٣. (^٥) الجِذْم: - بالكسر -الأصل. القاموس (جذم) ١٠٨٦. (^٦) الألاء: شجر مُرٌّ دائم الخُضرة. القاموس (ألو) ص ١٢٦٠. (^٧) أحمزها: أمتنها، والحمازة: الشدة. القاموس (حمز) ص ٥٠٩. (^٨) الخفر: شدة الحياء. القاموس (خفر) ص ٣٨٦. (^٩) ينسب البيتان لكثير، (ديوانه ٢٠٠) وللمجنون، (ديوانه ١٠٨) وهما في الأغاني ٧/ ٨٤، والتاج (حدث). والهمزة من قوله (إذا) لم تظهر في الأصل.

1 / 193