============================================================
القوم الظالمين) (1).
وقد انتهى إلى أمير المؤمنين أن أناسا لا رأي هم ولا رؤى يستعينون باهل الذمة في أفعالهم ، ويتخذوهم بطانة من دون المؤمنين ويسلطوهم على الرعية فيعقوهم ويبسطون آيديهم إلى ظلمهم وغشهم والعدوان عليهم فأعظم أمير المؤمنين ذلك وأنكره وتبرأ منه وأحب التقرب إلى الله تعالى بحسمه والنهي عنه، ورأى أن يكتب إلى عماله على الكور، والأمصار،الا ولاة الثغور، والأجناد، في ترك استعمالهم للذمة في شيء من أعمالهم وأمورهم والإشراك بهم في أماناقم وقد قلدهم [13] أمير المؤمنين واستحفظهم إياه إذ جعل في المسلمين الثقة في الدين والأمانة على إخواهم المؤمنين وحسن الرعاية لما استرعاهم والكفاية لما استكفوا والقيام بما حملوا ما أغنى الاستعانة بالمشركين بالله المكذبين برسله الجاحدين الأمانة الجاعلين معه إلها آخر لا إله إلا هو وحده لا شريك له.
ورجا أمير المؤمنين بما ألهمه الله من ذلك وقذف في قلبه [أن](2) يزيل الشرك وحزبه فليعلم هذا من رأي أمير المؤمنين ولا يستعان بأحد من المشركين وإنزال أهل(3) الذمة منازهم التي أنزلهم الله بها.
فاقرأ كتاب أمير المؤمنين على أهل أعمالك وأشعه فيهم، ولا يعلم أمير المؤمنين أنك استعنت [أنت أوم(4) أحد من عمالك وأعوانك بأحد من أهل الذمة في عمل.
والسلام (1) سورة المائدة (الآية: 51) .
(2) زيادة يتطلبها السياق.
(3) في المخطوط: هذه. وأحسبه تحريف والله أعلم (4) ما بين المعقوفين من قول المحقق، وفي المخطوط: استعنت ولا أحد من عمالك، وإنما استبدلت ذلك لايضاح المعن
Sayfa 45