وحدثنا عبيد الله بن سعيد قال: سمعت النضر يقول: سئل ابن عون عن حديث لشهر وهو قائم على أسكفة الباب١. فقال: إن شهرًا نزكوه إن شهرًا نزكوه٢.
قال مسلم ﵀: يقول: أخذته ألسنة الناس. تكلموا فيه.
وقال مسلم: حدثني الفضل بن سهل. قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرني خليفة بن موسى قال: دخلت على غالب بن عبيد الله. فجعل يملي عليّ: حدثني مكحول. حدثني مكحول فأخذه البول٣ فقام فنظرت في الكراسة٤ فإذا فيها حدثني أبان، عن أنس، وأبان عن فلان، فتركته وقمت.
قال: وسمعت الحسن بن علي الحلواني يقول: رأيت في كتاب عفان حديث هشام أبي المقدام، حديث عمر بن عبد العزيز. قال هشام: حدثني رجل يقال له يحيى بن فلان، عن محمد بن كعب، قال: قلت لعفان: إنهم يقولون: هشام سمعه من محمد بن كعب فقال: إنما ابتلي من قبل هذا الحديث. كان يقول: حدثني يحيى عن محمد، ثم ادعى بعد، أنه سمعه من محمد.
حدثني محمد بن عبد الله بن قهزاذ. قال: سمعت عبد الله بن عثمان بن جبلة يقول: قلت لعبد الله بن المبارك: من هذا الرجل الذي رويت عنه
_________
١ "أسكفة الباب" هي العتبة السفلى التي توطأ.
٢ "نزكوه" معناه طعنوا فيه وتكلموا بجرحه. فكأنه يقول: طعنوه بالنيزك، وهو رمح قصير.
٣ "أخذه البول" معناه ضغطه وأزعجه واحتاج إلى إخراجه.
٤ "الكراسة" قال أبو جعفر النحاس في كتاب "صناعة الكتاب": الكراسة معناه الكتبة المضموم بعضها إلى بعض. والورق الذي قد ألصق بعضه إلى بعض، مشتق من قولهم: رسم مكرس، إذا ألصقت الريح التراب به. وقال أقضى القضاة الماوردي: أصل الكرسي العلم، ومنه قيل للصحيفة يكون فيها علم مكتوب: كراسة.
1 / 9