Müzikle Birlikte: Anılar ve İncelemeler
مع الموسيقى: ذكريات ودراسات
Türler
إن إدراكاتنا السمعية والبصرية؛ أي الأصوات والألوان، تنتج عن ذبذبات تتفاوت درجة ترددها؛ فالذبذبات الصوتية التي تصدم طبلة الأذن تتراوح بين 32 و72000 ذبذبة في الثانية. وهذه الذبذبات ذاتها تؤثر في شبكة العين، وتنتج ألوانا تتغير ما بين الأحمر والقرمزي حين يصبح ترددها ما بين 483 و708 «تريليونات». ومعنى ذلك أن هذين الفنين يختلفان تبعا لتكويننا الفسيولوجي، لا تبعا للمادة التي تكشف عنهما. وما الفارق بين الذبذبات السمعية والبصرية إلا فارق في الدرجة، بحيث يستطيع الخيال أن يتصور كائنات لها قوة سمعية أكبر من قوتنا، تستطيع أن «تسمع» اللوحات التصويرية، وأخرى يمكنها أن «ترى» سيمفونياتنا!
ومن جهة أخرى، فمن الممكن أن نتصور وجود نسب رياضية معينة، بين درجات تردد الذبذبات التي تسبب الأصوات والألوان الملائمة لنا في آن واحد. وبذلك تكون هناك علاقة خفية بين الصوت واللون، أو بين الموسيقى والتصوير. ومن هنا كانت تلك المحاولات المتعددة التي بذلها البعض لإيجاد صلة بين الفنين، ك «الأرغن اللوني» مثلا.
وإذا كانت هذه المحاولات تنتمي، في معظم الأحيان إلى مجال الخيال الجامع، فإن العلاقات بين الموسيقى والتصوير قد شغلت اهتمام كثير من الموسيقيين الذين كانت تتراءى لهم، في لحظات الوحي الموسيقي، مناظر مرئية تؤدي بهم إلى تأكيد التوازي بين التصوير والموسيقى؛ فكثير من موسيقيي القرنين السابع عشر والثامن عشر، من الفرنسيين، كانوا يؤلفون قطعا موسيقية عن صور لنساء، ويسمونها بأسمائهن. وفي رأي مؤلفي هذه القطع (مثل رامو وكوبران
Rameau et Couperin ) أن هذه القطع تصور قسمات الوجه ورشاقة الحركات عن طريق توزيع خاص للإيقاعات والألحان. وفي العهد الرومانتيكي ظهر الاتجاه إلى رسم «مناظر موسيقية»، تطورت إلى القصيد السيمفوني (مثل رسم صور موسيقية عن الوطن، أو أحد أنهاره، كالدانوب أو الفالتافا، أو إقليم فيه مثل أيبريا ... إلخ)، وأخذ التوزيع الأوركسترالي يستخدم على نحو متزايد في «تلوين» القطع الموسيقية حسب التعبير الشائع في لغة الموسيقيين أنفسهم. وهنا نجد أن الكلمة التي أطلقها نيتشه على فاجنر، والتي وصفه فيها بأنه «من حيث هو موسيقي، ينبغي أن يدرج ضمن المصورين» - هذه الكلمة تصدق في واقع الأمر على عدد كبير من الموسيقيين، مثل ليست، وديبوسي، وريمسكي كورساكوف، وسترافنسكي، وكثير غيرهم.
وفي مقابل الموسيقيين المصورين، نجد عددا أكبر من المصورين الموسيقيين؛ فقد كان بعض المصورين يمارس الموسيقى أو الغناء، مثل دافنشي، وتانتوريه
Tintoret
كما أكد ميكلانجلو أن اللوحة الجيدة ينبغي أن تكون «موسيقى ولحنا».
وقد لاحظ البعض وجود تواز بين الاتجاهات في الموسيقى وبين تيارات التصوير في عصور معينة، فأكدوا أن هناك موازاة بين تصوير فاتو
Watteau
وألحان كوبران، أو بين جماعة التكعيبية
Bilinmeyen sayfa