111

İslam Öncesi Çağ

عصر ما قبل الإسلام

Türler

وأشهر المستعمرات التي أقاموا فيها هي يثرب وتيماء وفدك وخيبر ووادي القرى، وكان يهود يثرب ثلاث قبائل: هم بنو النضير، وبنو قينقاع، وبنو قريظة، وقد اصطبغ اليهود بالصبغة العربية، فعلى الرغم من كثرة عددهم كانوا يتكلمون العربية، وكانت أسماؤهم عربية، مما حدا ببعض المؤرخين إلى القول بأنهم كانوا عربا تهودوا، وأنهم لم يكونوا مزودين بمعلومات كافية في التوحيد، ولو أنهم كانوا شديدي التمسك بدينهم.

ولا يخفى أن اليهود كانوا - في شمال الحجاز إبان البعثة النبوية - قوة كبيرة تعادل قوة قريش في الجنوب، وكانوا أكثر من العرب ثروة وغنى وأوفر سلاحا، وكانت بلدانهم حصينة، وفي منطقة المدينة لم يكن الأوس والخزرج سوى أجراء لهم، يعملون على تنمية زراعتهم ويخدمونهم بالأجر.

المجوسية والصابئية

بقيت كلمة واحدة عن أديان العرب قبل الإسلام، وهي كلمتنا عن المجوس الذين اتخذوا النار إلها لهم؛ لأنها في نظرهم أساس الأرض، بما عليها من وديان وجبال، ومهد المجوسية الأصلي بلاد فارس، ومنها انتشرت - بحكم الجوار - إلى المناطق المجاورة، فوصلت إلى بلاد البحرين، وانطبعت هناك بالطابع العربي، فكانت عبادة الأجرام السماوية أهم مظاهرها، وقد شيدت لها بيوت لعبادتها كان يتجه إليها للحج.

أما الصابئة فقد ورد ذكرهم في القرآن في ثلاث مناسبات، وكانوا يعرفون فيها باليهود والمسيحيين دائما، ومرة واحدة بالمجوس أيضا، وقد ورد في دائرة المعارف البريطانية: أنهم طائفة نصف مسيحية، كانت تسكن في بابل وتشبه ما يعرفون «بمسيحيي القديس يوحنا المعمدان (يحيى بن زكريا)» ... وربما كان لفظ الصابئة مشتقا من لفظ آرامي معناه المغتسلة؛ أي الذين يغسلون أنفسهم، وهناك رأي يقول: إنهم كانوا عباد النجوم، ويذهب معظم المفسرين إلى القول بأنهم كانوا يمثلون دينا وسطا بين اليهودية والمسيحية، يقول بالوحدانية، ولكنه يعبد الملائكة.

وقد اختلف المؤرخون والمفسرون في اعتبارهم من أهل الكتاب، ولكن الأغلبية ترفض أن تعاملهم معاملة أهل الكتاب، ولا ينفي هذا أنهم اعتبروا في فترة ما - لأغراض سياسية - من أهل الكتاب.

وعلى الرغم من أن القوتين اللتين كانتا تحيطان ببلاد العرب - من الشرق وهي قوة المجوسية، ومن الغرب وهي قوة المسيحية - كانتا أعظم قوتين في ذلك العصر، إلا أنهما ضعيفتي الأثر، ومن أعجب الأمور أن تظل شبه الجزيرة وكأنها واحة حصينة آمنة من انتشار الدعوة الدينية مسيحية أو مجوسية، إلا في قليل من قبائلها.

ونختم كلامنا عن ديانة العرب قبل الإسلام بهذه الآية الشريفة رقم 17 من سورة الحج التي جمع الله فيها أنواع الأديان في جزيرة العرب وهي قوله تعالى:

إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد .

وننتقل الآن إلى الكلام عن وصف الحالة الاجتماعية بين عرب الشمال قبيل الإسلام.

Bilinmeyen sayfa